22

رسم المصحف وضبطه بين التوقيف والاصطلاحات الحديثة

رسم المصحف وضبطه بين التوقيف والاصطلاحات الحديثة

خپرندوی

دار السلام للطباعة والنشر

د ایډیشن شمېره

الثانية

ژانرونه

قرئت ﴿فَتَبَيَّنُوا﴾ بياء وياء ونون، من البيان، كما قرئت "فتثبتوا" بثاء فباء فتاء من التثبت، وهما قراءتان صحيحتان، والرسم يحتملهما تحقيقا١. ومن أمثلة النوع الثاني: وهو موافقة القراءة للرسم تقديرا: ١- جمع المؤنث السالم مثل: مسلمات، مؤمنات، البينات. فهذه الألفات تحذف باتفاق العلماء. فإن كان في الكلمة ألفان مثل: الصالحات، السموات ... فللعلماء في ذلك خلاف: فأكثر المصاحف على حذف ألفيه معا. وبعض المصاحف على حذف الثانية فقط٢. ٢- رسم الألف واوا في مثل: الصلاة والزكاة، والربا للدلالة على أن أصلها الواو. فهذا وما شاكله تعتبر القراءة فيه موافقة لرسم المصاحف تقديرا. وقد تكون الكلمة محتملة لإحدى القراءتين تحقيقا وللثانية تقديرا، مثل قوله تعالى -في سورة الفاتحة-: ﴿مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾ كتبت في المصاحف كلها "ملك" بدون ألف، فقراءة الحذف متفقة مع الرسم تحقيقا، كما في قوله تعالى: ﴿مَلِكِ النَّاس﴾ وقراءة المد محتملة للرسم تقديرا، كما في قوله تعالى: "قل اللهم ملك الملك"٣. فتكون الألف قد حذفت اختصارا. فهذان النوعان: التحقيقي والتقديري، اتحدت فيه المصاحف كلها، فتقرأ الكلمة بوجهين أو أكثر، مع اتحاد الرسم، لعدم النقط والشكل. النوع الثالث: الكلمات التي تشتمل على الزيادة أو النقص، ولا يمكن أن تكتب في

١ النشر "٢/ ٣٧٦". ٢ سمير الطالبين ص٣٦. ٣ سورة آل عمران من الآية "٢٦".

1 / 28