رسم المصحف وضبطه بين التوقيف والاصطلاحات الحديثة

Shaaban Ismail d. 1443 AH
10

رسم المصحف وضبطه بين التوقيف والاصطلاحات الحديثة

رسم المصحف وضبطه بين التوقيف والاصطلاحات الحديثة

خپرندوی

دار السلام للطباعة والنشر

د ایډیشن شمېره

الثانية

ژانرونه

فيستفاد من كل ما تقدم: أولا: أن السبب في جمع القرآن في عهد أبي بكر ﵁ هو الخوف من ذهاب شيء منه بموت حفظته في الوقائع الحربية، على غرار ما حدث في واقعة اليمامة. ثانيا: يستفاد منه طبيعة هذا الجمع، وهي أنها مجرد نقل وتجميع لما كان مكتوبا في حياة الرسول ﷺ لأنه لم يكن مجموعا في مكان واحد، وإنما كان مفرقا في السعف واللخاف والرقاع -كما تقدم. فأصبح مجموعا في مكان واحد، مرتب السور والآيات، وأطلق عليه اسم "الصحف". قال أبو عبد الله المحاسبي: "كتابة القرآن ليست محدثة، وإنما أمر الصديق بنسخها من مكان إلى مكان، وكان ذلك بمنزلة أوراق وجدت في بيت رسول الله ﷺ فيها القرآن منتشرا، فجمعها جامع، وربطها بخيط، حتى لا يضيع منها شيء"١. وفي خلافة عمر بن الخطاب ﵁ ظهرت بعض المصاحف الخاصة التي كان يكتبها بعض الصحابة لأنفسهم أثناء السماع من رسول الله ﷺ أو أثناء كتابة الوحي، مثل: مصحف عبد الله بن مسعود، وأبي بن كعب وغيرهما. وكانت هذه المصاحف تشتمل على بعض التفسيرات التي كانوا يسمعونها من رسول الله ﷺ لبعض الآيات، والتي تسرب منها ما يسمى بالقراءات الشاذة فيما بعد. الأمر الذي جعل الخليفة الثالث: عثمان بن عفان ﵁ يأمر بحرقها عندما نسخ المصاحف التي أرسلها إلى الأمصار المختلفة -كما سيأتي٢.

١ انظر: البرهان "١/ ٢٣٨"،الإتقان للسيوطي "١/ ٦٠". ٢ انظر: المصاحف "١/ ٢٠٤"، الإتقان "٤/ ١٥٨".

1 / 14