32

رسم الأهداف

رسم الأهداف

ژانرونه

اختياره مكان المعركة، كما في بعض الروايات (أشيروا علي في المنزل)، وقد استشار أصحابه ﷺ في هذا الموقف في أكثر من مسألة، وغير موقع الجيش بناءً على هذه المشورة (١). المطلب الرابع: من سيقوم بالأعمال والخطوات اللازمة لتحقيق الهدف ومن الأمور المهمة التي يحب مراجعتها أيضًا اختيار (الشخص) للقيام بأداء هذا الهدف، فربَّ شخصٍ تختاره للقيام بهدف ما وغيره أكفأ منه ويمكنك الأستفادة منه، فلا يعني من اختيار شخص ما لهدف ما أنه الأكفأ والأوحد الذي يؤدي هذا العمل على وجهه، ولا يعني من تغيير هذا الشخص فشله أو قصوره، بل قد يكون هذا الشخص أنسب ممن خَلَفه في هدف آخر، فكل ميسر لما خلق له. ولنوصحه بمثال: خرج رسول ﷺ باصحابه لحج بيت الله الحرام، وكان من عرف العرب إلا يمنع أحد من حج بيت الله في مكة، فلما سمعت قريش خروج النبيّ ﷺ قررت منعه ولو بالقوة، لما بينهما من قتال، فأرسل النبيّ ﷺ أولًا خراش بن أمية ﵁، كما أخرجه أحمد بسنده من حديث المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم، في قصة الحديبية، وفيه:" وقد كان رسول الله ﷺ قبل ذلك بعث خراش بن أمية الخزاعي إلى مكة وحمله على جمل يقال له الثعلب، فلما دخل مكة عقرت به قريش وأرادوا قتل خراش، فمنعهم الأحابيش حتى أتى رسول الله ﷺ " (٢). ثم قرر النبيّ ﷺ أرسال شخص آخر مكانه وهذا (هدف)،فاختار له أولًا عمر ﵁ ثم بعد مناقشة عمر ﵁ قرر النبيّ ﵁ تغير الشخص، فأرسل عثمان بن عفان ﵁،والقصة أخرجها البيهقي عن عروة بن الزبير ﵁،قال:" في نزول النبيّ ﷺ بالحديبية، قال: وفزعت قريش لنزوله عليهم، فأحب رسول الله ﷺ أن يبعث إليهم رجلًا من أصحابه، فدعا عمر بن الخطاب ﵁ ليبعثه إليهم، فقال: يا رسول الله! إني لا آمنهم، وليس بمكة أحد من بني كعب يغضب لي إن أوذيت، فأرسل عثمان بن عفان ﵁ فإنّ عشيرته بها وإنّه مبلغ لك ما أردت. فدعا رسول الله ﷺ عثمان بن عفان فأرسله إلى قريش، وقال: أخبرهم أنا لم نأت لقتال، وإنما جئنا عمارًا وادعهم إلى الإسلام، وأمره أن يأتي رجالا بمكة مؤمنين ونساء مؤمنات فيدخل عليهم ويبشرهم بالفتح ويخبرهم أنّ الله ﷿ وشيك أن يظهر دينه بمكة حتى لا يستخفى فيها بالإيمان تثبيتًا يثبتهم، فانطلق عثمان ﵁ فمر على قريش ببلدح، فقالت قريش: أين؟، فقال: بعثني رسول الله ﷺ إليكم لأدعوكم إلى الله- جل ثناؤه، وإلى الإسلام، ويخبركم أنا لم نأت لقتال وإنما جئنا عمارًا، فدعاهم عثمان كما أمره رسول الله ﷺ، فقالوا: قد سمعنا ما تقول فانفذ لحاجتك، وقام إليه أبان بن سعيد بن العاص،

(١) ينظر: سيرة ابن هشام ١/ ٦١٧ - ٦٢٠،والسيرة النبوية، لابن حبان ١/ ١٦٢. (٢) أخرجه أحمد٤/ ٣٢٤،باسناد حسن.

1 / 32