وأخذ أرمان من جيبه مسدسا وصوبه إلى وجه نيكولو، وهو ضاغط باليد الثانية على عنق فاتح الأقفال.
وإشهار السلاح الناري على الشجاع القلب الأبي النفس يكاد لا يكون له تأثير، وإذا أشهر على لص جبان دنيء الطبع منحط النفس، فهو يرتجف أمامه ويهلع له قلبه من الخوف، وهكذا فإن سلاح أرمان قد أفزع اللص إلى أن انذعر منه، ورجع حتى لصق بالحائط.
فقال له أرمان وكان لم يزل قابضا على عنق فاتح الأقفال: ألق هذه المدية من يدك، واحذر من أن يبدو منك ما يريبني بك، وإلا قتلتك في الحال شر قتلة.
فامتثل نيكولو لهذا الأمر الذي نزل عليه نزول الصاعقة، فقال أرمان لليون: اعلم أن لك عدوا ألد، بعث إليك بهذين اللصين ليقتلاك، ولم يأتيا إلى هذا الفندق إلا لهذه الغاية.
ثم قص عليه جميع ما سمعه وعلمه من مباحثتهما مع كولار، وعاد إلى اللصين فقال: إذا كنتما تؤثران الحياة اخرجا من هذا المكان.
فلم يجدا بدا من الامتثال وذهبا وهما يتوعدان.
ولما خرجا وسكن النساء، ولا سيما حنة التي كان ينظر إليها أرمان بإمعان، جاء ليون فشكره شكرا جزيلا، ثم دعاه إلى تناول الغذاء معهم، فحاول أن يرفض وهو يتردد عن القبول، إلى أن صادف نظره نظر حنة، فكانت كأنها تقول له: «حبذا لو بقيت معنا لنفيك حقك من الشكر.» فقبل الدعوة وجلس بينهم.
أما اللصان فإنهما انطلقا والخيبة رائدهما إلى أن لقيا كولار فأخبراه بما كان، فغضب عليهما أشد الغضب لجبنهما، ثم سألهما عن اسم ذلك الرجل الذي رد كيدهما، فلم يعرفاه، قال: إذن أنا أعرف اسمه، اجلسا معي وراء هذه النافذة إلى أن يمر.
وقد طال انتظارهما ساعتين حتى سئموا، ثم سمعوا وقع أقدام، فأطل فاتح الأقفال من النافذة ورجع منذعرا وهو يقول: هذا هو.
ونظر كولار فرأى أرمان وقد تأبطت حنة ذراعه، ووراءهما ليون وأمه وسريز، فصاح صيحة انذهال وقال: هذا أرمان! (11) ليلة الرقص
ناپیژندل شوی مخ