299

روکامبول

الإرث الخفي: روكامبول (الجزء الأول)

ژانرونه

ثم عادت إلى الفتاة فسألتها: من يوجد عندي في قاعة الاستقبال؟ - هي هي التي رأيتها في المركبة. - ماذا ترين بها؟ - انقباضا شديدا. - أتعلمين أسباب حزنها؟ - نعم، فإنها تحب. - انظري إليها وانبئيني عن أحوالها.

فلم تجب الفتاة في البدء، ولكنها ما لبثت أن تراجعت منذعرة إلى الوراء وقالت: هذا هو؟ - من هو؟ - الرجل الذي يزورك وينظر إلي نظرات تخيفني.

فعلمت باكارا أنها تقصد أندريا فقالت لها: أين ترينه؟ - إنه يصعد سلم منزل في الشارع مع رجل في مقتبل الشباب. - بماذا يتحدثان؟ - بها، بتلك المرأة الحزينة التي أتت إليك.

فعلمت باكارا أن أفكار الفتاة لم تنصرف إلى أندريا إلا لعلاقته بالمركيزة، فقالت لها: ماذا يقولان عنها؟ - لا أعلم، لا أفهم شيئا، ولكنهما يريدان قتلها.

فاضطربت باكارا وقالت: لماذا؟ انظري جيدا في نفسيهما. - لا أعلم، إني لم أعد أرى شيئا. ثم سقط رأسها على كتفيها واستغرقت في سبات نوم عميق، وكانت باكارا تعلم أن التنويم المغناطيسي لا يصلح أن يسمى علما صحيحا يبسط أسرار المستقبل، ويكشف خفايا القلوب، ولكنه قد يدل بعض الدلالة على تلك الأسرار ويصدق في بعض الأمور، كما اتفق صدق الفتاة حين أشارت إلى قدوم المركيزة، فانقطعت عن سؤال الفتاة، وتركتها نائمة في الغرفة، ثم ذهبت لاستقبال زائرتها فوجدتها حزينة منقبضة الصدر كما قالت لها اليهودية.

وكانت المركيزة قد زارت باكارا كي تسألها عن تلك الفتاة التي كلفتها بإرسال إحسانها إليها والسؤال عنها، وأخبرتها باكارا أنها أتمت المهمة التي انتدبتها لها، وذكرت لها عن أخلاق الفتاة ما رغبها باستخدامها في منزلها، وطلبت أن تراها فلم يسع باكارا إلا الامتثال، وذهبت معها إلى حيث تقيم تلك الفتاة البائسة لتختبرها بنفسها.

وبينما كانتا ذاهبتين بالمركبة، مر بهما فارس كان يمتطي جوادا كريما، ولما رأى المركيزة رفع قبعته وحياها بمنتهى الاحترام، فردت المركيزة تحيته وقد عبق وجهها، ثم اصفرت وبرقت عينها بريقا يدل على كره الفارس، فلم يغب عن باكارا شيء من اضطرابها، وخطر في بالها ما قالته لها الفتاة الإسرائيلية عن حزن المركيزة وحبها، فحسبت أنها مولعة بهذا الفارس الذي حياها، فطبع رسمه في ذاكرتها.

وبعد ذلك بساعة عادت باكارا بعد أن قضت مهمة المركيزة، وفيما هي عائدة رأت ذلك الفارس نفسه يسير بجواده الهوينا، فخطر لها أن تعرف اسمه، وللحال نادت السائق وأمرته أن يقفو أثره على مسافة بعيدة، فامتثل وما زال يسير متعقبا الفارس حتى بلغ إلى منزله، وأسرع أحد الخدم فأخذ الجواد ودخل سيده إلى المنزل.

أما باكارا فإنها نادت حمالا كان واقفا على قارعة الطريق، فسألته: أتعرف هذا الرجل الذي كان يمتطي جوادا، ودخل إلى المنزل؟

فقال لها: نعم، إني أعرفه فهو الكونت دي كامبول، وقد أخبرني خادمه أنه تبارز منذ ثلاثة أيام مع رجل فجرحه.

ناپیژندل شوی مخ