270

روکامبول

الإرث الخفي: روكامبول (الجزء الأول)

ژانرونه

ثم أضافت: إن السجين ينتظر كل يوم بذاهب الصبر أن يأتي إليه حارسه بالزاد، وكذلك المريض فإنه يتوقع كل ساعة، متى كان منفردا، أن يأتي إليه ممرضه، فينتهي الأمر بالسجين أن يحب الحارس، وبالمريض أن يحب الممرض.

فقاطعها فرناند وقال: يا سيدتي، إن ضجري من وحدتي لم يكن لذلك السبب. - لا ريب عندي فيما تقول؛ فإنك تنتظر أنباء زوجتك.

فاختلج فرناند واضطرب وجعل يفتكر بهرمين، غير أن الفيروزة نظرت إليه نظرات ملؤها الحب والحنو خلبت لبه ونسي هرمين.

ودام بهما الحال على ذلك ثمانية أيام، وهي في كل يوم تجذب قطعة من فؤاده، وتسترق بقية عقله، حتى أصبح لا عقل له ولا قلب.

فلما كان اليوم الثامن، وقد شفي جرحه وأصبح قادرا على الذهاب، دخلت إلى غرفته وجلست بقربه وقالت: إنك تعلم بأني لا أستطيع أن أخبرك باسمي ولا اسم الشارع الذي أنا فيه، وقد آن زمن رجوعك إلى منزلك لتعافيك، ولكني لا أطلق سراحك قبل أن تقسم لي أنك تمتثل لما أريد. - إني أقسم لك بما تشائين. - إنك لا تخرج من هنا إلا بعد أن أعصب عينيك، فتخرج بك مركبة إلى أن تبلغ إلى مكان معين، وعند ذلك تزيح العصابة عن عينيك وتقرأ هذا الكتاب الذي أعطيك أياه الآن، فتعلم ما أريد منك.

فحار فرناند بين هذه الألغاز، وقال: ليكن ما تريدين، فمتى أذهب؟ - الآن.

ثم أخذت منديلا فعصبت به عينيه، وقادته بيدها حتى وصلت به إلى الباب الخارجي، وكانت مركبتها تنتظر قرب الباب، فأصعدته إليها وودعته وهي تقول: كن وفيا بالقسم.

وسارت المركبة تقطع به الأرض نهبا، فاجتازت جميع شوارع باريس حتى انتهت إلى شارع غير مطروق، فأوقفها السائق وقال لفرناند: هنا أمرتني سيدتي أن أقف.

فنزع فرناند العصابة عن عينيه، ونزل من المركبة وانطلق مسرعا إلى زاوية مقفرة بالشارع، ثم فض غلاف الكتاب، وقد سأم صبرا وقرأ ما يأتي:

أيها الصديق

ناپیژندل شوی مخ