264

روکامبول

الإرث الخفي: روكامبول (الجزء الأول)

ژانرونه

فقال لها: إني لن أحنث بوعدي، ولا أزال طوعا لك فيما تريدين. - لقد فات الأوان؛ فلقد علمت اليوم حقيقة مقامي حين كنا في قصر المركيزة، وعلمت حقيقة موقفي من حفيدك الوقح. - وما شأن حفيدي؟

فتظاهرت بالبكاء وهي تقول: إنه قال لي الليلة كلمات مرة شائنة لا أجسر على إعادة قولها، فلم أجد بعد ذلك بدا من الرحيل.

وكانت تمثل دورها تمثيلا غريبا حتى طار فؤاد هذا الشيخ المسكين، وقال لها وقد جحظت عيناه من القنوط: سأري هذا الوقح كيف يجب عليه أن يحترم الدوقة مايلي.

فلما سمعته الأرملة يدعوها بامرأته تظاهرت بالتأثر الشديد، فصاحت صيحة شديدة وسقطت مغميا عليها فوق صدر الدوق.

أما الدوق فإنه أمر السائق أن يسير في الحال إلى قصره، وكان قريبا من الطريق التي كانت تسير المركبة فيها، فسارت تقطع الأرض نهبا حتى وصلت إلى القصر، فأخرج الأرملة من المركبة وأمر الخدم فحملوها إلى غرفته ووضعوها فوق سريره، وهي لا تزال متظاهرة بالإغماء. فجعل الدوق يعالجها بالمنعشات وهي تنظر إلى ملامحه من خلال أهدابها الطويلة، إلى أن خطر لها أن تستفيق بعد أن قطعت فؤاد عاشقها، فأجالت نظرها في ما حولها وعلمت أنها في غير منزلها فقالت له: بربك أين أنا؟ وكيف أتيت بي إلى هذا المنزل؟ - اطمئني؛ فأنت في منزلي.

فسترت وجهها بيديها وقالت: رباه! وماذا عسى أن يقول الناس؟ - إنك في منزلي أي في منزلك؛ إذ لا يمر ثلاثة أسابيع حتى تصبحي زوجتي، أي الدوقة مايلي.

فصاحت الأرملة صيحة إنكار دون أن يغمى عليها؛ لأنها رأت أن الإغماء لم يعد يفيدها، وقالت: لقد هتكت شرفي بما فعلت، وإنك لن تدخلني إلى منزلك كعروسة بعد أن حملتني كخليلة على مرأى من الخدم.

ثم وثبت إلى الأرض غضبى، وقالت بلهجة المتهكم: لقد أصاب حفيدك حين قال إنك تسرق إرثه لتهبه إلى خليلتك.

ثم أخذت قبعتها دون أن تلبسها وخرجت وهي تقول: الوداع أيها الدوق وداعا أبديا، واعلم أنك هتكت شرفي، ولكني أعفو عنك، وليسامحك الله.

ثم خرجت مسرعة دون أن تدع له وقتا لإمساكها، وانصرفت عائدة إلى منزلها والفرح ملء قلبها، لوثوقها من أن الدوق لا بد أن يسرع إليها ويدركها قبل أن تسافر؛ لأنه كان لديه مفتاح خاص لحديقة منزلها، يجيء كل ليلة من هذه الحديقة، فيدخل إلى غرفتها دون أن يعلم به أحد من الخدم.

ناپیژندل شوی مخ