242

روکامبول

الإرث الخفي: روكامبول (الجزء الأول)

ژانرونه

على أنه أشيع أنه يوجد صندوق يحتوي على ثروة عظيمة من الأوراق المالية، فبحثا عنه بحثا مدققا فلم يعثرا به.

وعند ذلك وقع الخلاف واشتد النفار بين أبيك وامرأة عمك، فكان أبوك يتهم امرأة عمك أنها سرقت الصندوق كي تبقى الثروة كلها لابنها لوسيان، وهي تقسم الأيمان المغلظة أن أباك السارق، والحقيقة ضائعة بين الاثنين، فإن كليهما بريء من السرقة. - ولكنك تقول إن الصندوق موجود؟ - نعم، وقد جعل ما فيه من المال مهرا لأختك، ولكني لا أعلم أين هو الصندوق وأين هي أختك. - ولكني أعلم أين هي أختي.

فدهش بنيامين وقال لها بصوت يضطرب حنوا: أواثقة يا سيدتي أن أختك لا تزال في قيد الحياة؟ - كل الثقة فقد رأيتها. - ولكن أين؟ - على بعد مرحلتين من هنا ... في دكان البيطري المقيم عند باب الدير.

فارتعش بنيامين وذكر ما كان يتحدث به الناس في شأن الفتاة المقيمة عند البيطري، وشدة تباين الأقوال فيها، ولكنه لم يكن رآها؛ فإنه لم يكن يخرج من المنزل إلا للتنزه في الحديقة، ولا يعرف أحدا من سكان الضواحي.

أما أورور فقد باتت واثقة أن حنة أختها، فقالت لبنيامين: يجب أن تتخذ اليوم حجة تمهد لك مبارحة القصر. - سأجد هذه الحجة. - فتذهب توا إلى الدير وتدخل إلى دكان البيطري. - وبعد ذلك؟ - ترى تلك الفتاة التي يربيها داغوبير، فترى أنها أمي بعينها لا تختلف عنها في شيء. - كيف تعرفين ذلك وأنت لا تعرفين أمك؟ - إنها تشبه هذه الصورة المرسومة في هذه المدالية، أما هي صورة أمي؟ - دون شك، ولكن هل أنت واثقة من وجود هذا الشبه؟ - لا سبيل إلى الريب؛ فإني قد رأيت الفتاة ولا تزال صورتها مطبوعة في ضميري. - متى رأيتها؟ - أمس مساء، فلما فتحت هذا الصندوق الذي أعطيتني إياه ورأيت هذه الصورة في المدالية دهشت للشبه بينهما حتى حسبت في البدء أن هذا الرسم رسم ربيبة الدير. - رباه! أيمكن ذلك أن يكون؟

فنهضت عند ذاك أورور وذهبت إلى النافذة تستنشق الهواء العليل، فإن النجوم كانت قد اصفرت في الأفق لأشعة الفجر المتألقة.

وكانت السكينة سائدة فانصرفت أورور إلى التأمل وتاهت في مهامه التفكير وبنيامين واقف وراءها يحترم تأملها ولا يكلمها بحرف.

وبعد هنيهة عادت من النافذة فجأة إلى بنيامين، فأخذت يده بين يديها وسألته: إن الطبيعة ساكنة والسكوت سائد، ولكن قلبي تثور فيه العواصف، إن الابنة لا تنتقم من أبيها يا بنيامين ولو كان قاتل أمها، ولكنها تنتقم من الذين اشتركوا في هذه الجريمة الهائلة. - ماذا تقصدين يا سيدتي؟ - ألم يكن لأبي شركاء في هذه الجريمة؟ - هو ذاك، بل قد كان ذنبه أخف من ذنبهم، فإن الذي كاد هذا الكيد والدة لوسيان. - ستنال حظها من العقاب. - والتي دبرتها تنوان النورية؟ - وهذه سأسحقها سحق الزجاج، ولكن يجب قبل كل شيء أن أنقذ أختي. - لعلها في خطر؟ - في خطر عظيم، فإن ابن عمي لوسيان يحبها وأخاف أن يفضي هذا الحب إلى ما لا تحمد عقباه.

فارتعد بنيامين وقال: كلا، كلا، إن هذا لا يكون، إن ابن قاتلة الأم لا يمكن أن يهوى ابنتها. - هو ذاك، فسأتولى أختي بحمايتي فلا يمسها طامع بأذى ولا تنالها يد الأشرار.

وعلى ذاك فقد أصبح للوسيان أربعة أعداء يحولون دون زواجه بحنة، وهم الأب جيروم وداغوبير وبنيامين وأورور.

ناپیژندل شوی مخ