237

روکامبول

الإرث الخفي: روكامبول (الجزء الأول)

ژانرونه

وكانت والدة لوسيان قد أدركت هذا القصد بفضل هذه النورية، فرأت أنه لم يبق بد من وضع حاجز شديد بين كريتشن وبين الكونت؛ فإنها كانت تطمع بزواجه بعد موت الأميرة، والتمتع بما يرثه من أموالها الطائلة.

أما هذا الحاجز بينهما فقد كان الشفالييه دي مازير شقيق الكونت وهو من حجاب ملك بافاريا.

فإن هذا الشفالييه - وهو أبوك يا أورور - كان يشبه والدة لوسيان في الدهاء والمكر ونكران الجميل، فإن أخاه الكونت جاء به من باريس وعينه في منصب رفيع في بلاط الملك ودر عليه الأرزاق بفضل الأميرة، فكان جزاؤه منه أنه كان يكرهه ويضمر له السوء، في حين أن أخاه لم يكن يريد له إلا الخير.

فاعتمدت والدة لوسيان على هذا البغض، وجعلت الشفالييه حليفها على تنفيذ أغراضها.

أما كريتشن فإنها عادت بعد شهرين مع الأميرة إلى ألمانيا، فكفلت الأميرة ابنتها وتعهدت بتربيتها.

فسرت كريتشن بهذه العناية الظاهرة، وباتت تحتقر الكونت بعد أن تبين لها كذبه وعلمت أنه زوج الأميرة.

فانصرفت بجميع آمال قلبها إلى ابنتها، ولو لم تعد تكترث بشيء في الوجود ولولا هذه الطفلة لاسترسلت إلى اليأس وانتحرت بعدما ثبت لها خيانة الكونت.

إلا أن هؤلاء النسوة الثلاث اللواتي تعاهدن على الانتقام من هذه المنكودة، كان الفوز مضمونا لهن بفضل الشفالييه أخي الكونت.

فقد تقدم لنا القول أن الشفالييه كان يهوى كريتشن، فلما ذاع خبر ولادتها وعلم أن أخاه قد أغواها زاد حقده عليه بقدر ما اشتد حقده على كريتشن، وهذا أقصى ما كانت تتمناه والدة لوسيان.

وقد أدركت النورية منه ذلك الحقد والحنق، فخلت به يوما وقالت له: أرى أنك بت تكره كريتشن، أليس كذلك؟ - إني بت أكرهها بقدر ما كنت أهواها. - وأخوك الكونت؟ - إني أكرهه أيضا، فقد خدع الفتاة التي أحببتها وأغواها وهو من المتزوجين. - إذا كنت تريد الانتقام فقد أعددت لك وسائله، فإن أخاك الكونت لا يزال يعشق كريتشن، وهو يتوقع موت زوجته الأميرة ليتزوج بها.

ناپیژندل شوی مخ