وقد كان لهذه النورية نفوذ شديد على الأميرة، لا سيما بعد صدقها باكتشاف خيانة الكونت، فلم تكن الأميرة تخالفها في أمر.
وكذلك والدة لوسيان، فقد رأت أن لهذه النورية فضلا عظيما عليها بما بلغت إليه من المنزلة لدى الأميرة، وبما كانت تعد لها من أسباب الوصول إلى غايتها، فكانت تمتثل لها في كل ما تريد.
وباتت تلك النورية الآمرة الناهية في الحقيقة، وهي في الظاهر من الوصيفات.
وأما الكونت دي مازير فقد لبث شهرين وهو بين الموت والحياة، غير أن شبابه وقوة بنيته تغلبا على الموت، فشفي من مرضه وزال عنه الخطر.
وكانت الأميرة قد غفرت له ذنبه بالظاهر، وذهبت إلى منزله فأقامت مدة إلى أن زال الخطر فأخبرته بعزمها على الرجوع إلى ألمانيا.
وكان ملك بافاريا العجوز قد توفي في خلال هذين الشهرين، وخلفه أحد أعضاء العائلة، وأذن للأميرة بإعلان زواجها السري بالكونت دي مازير.
ومع ذلك فإن الأميرة طلبت إلى زوجها الكونت ألا يعود إلى ميونخ، وأن يتم معالجته في باريس.
وكان ذلك بإيعاز من النورية لأغراض لها تظهر فيما بعد.
أما راوول فإنه بعد أن جرح الكونت جعل يزوره في كل يوم، حتى تمكنت الألفة بينهما، وباح له الكونت بأسرار قلبه.
فأخبره أنه يحب كريتشن حبا صادقا، وأن امرأته مصابة بمرض قاتل، فهو لا بد له من الزواج بكريتشن متى قضي على زوجته وبات مطلق السراح.
ناپیژندل شوی مخ