188

============================================================

او حمل الي كهف اوصحراء ، او دفن في الارض ، او اطعام للسباع ، واذا كان نوعا من انواع رسم من رسوم الشريعة ، امتنع ان يكوت بارتفاعه رسم الدفن الذي يجوز ان يكون بدله غيره يبطل رسوم الشرع كله ، واذا امتنع الامر في ذلك ثبت الشرع لآدم عليه السلام .

الفصل التاسع من الباب التاسع قال صاحب النصرة : ان آدم عليه السلام لم يكن صاحب شريعة ، لانه لو كان صاحب شريعة لكان امر الله تعالي للملائكة بسجودهم اياه يواسطته .

ونقول .

قد اوجب صاحب النصرة بقوله ذلك ان آدم عليه السلام صاحب شريعة وذلك ان امر الله تعالي للملائكة بالسجود ، وان كان في الظاهر لا من جهة آدم عليه السلام ، لم يكن الا يواسطته ، بدليل ان الامر بالسجود له محال ، او هو غير مصطفي ، وكان الأمر بالسجود له غير حال وهو مصطفي ، وقد ثبت انه مصطفي ، بقول الله تعالي : ران الله اصطفي آدم ولوحا) الآية : واذا كان مصطفي فمن المحال ان يأمر الله من هو دون المصطفي الا بواسطة المصطفي ، فأمر الله للملائكة السجود لآدم لم يكن الا بواسطته ، واذا كان بواسطته فالشريعة له ثابته بقوله .

الفصل العاشر من الباب التاسع شم ان امر الله بالسجود لآدم عليه السلام يقوله اسجدوا لآدم ، كأمره لبني اسرائيل بقوله : (يا بني اسرائيل اذكروا نعمتي التي انعمت 18

مخ ۱۸۸