أم هل هناك مختصران للكتاب أحدهما أكبر حجما من الآخر كما يقول الأستاذ إدريس (١٠٠)؟
ويشير الأستاذان: إدريس ومؤنس إلى ما جاء في صفحة العنوان من مخطوطة باريس «صر كتاب رياض النفوس» ثم يتساءلان عمّا إذا كان الحرفان الأولان بقية من كلمة «مختصر».
وأمام هذه التساؤلات، وبعد اطلاعنا على نسخة المختصر ودراستها، ودراسة نقول المؤرخين عن الرياض الواصلة إلينا يمكننا تسجيل الملاحظات التالية:
١ - ان مؤلف الرياض ضعيف في تنسيق الأخبار وسرد الروايات فهو يخلط أخبار احمد بن معتب بأخبار عبد الجبّار بن خالد كما يخلط أخبار أبي عبد الله السدري بأخبار محمد بن بدر الجذامي. أما الخلط في مجال الوفيات فشيء لا يضبطه حصر. وضعف المؤلف في طريقة التأليف هو الذي يفسّر لنا إغفال المؤلف لأعلام مشاهير مثل: عيسى بن مسكين.
٢ - أما بالنسبة لوجود نصوص في المدارك والمعالم مسندة عن المالكي ولا نجدها في نسخة الرياض الواصلة إلينا فالإجابة عنها تتلخص في نقطتين:
أ) بالنسبة للنصوص الواردة في المعالم نعتبر أنفسنا قد فرغنا من أمرها بعد ما اكتشفنا أن نقول صاحبي المعالم هي عن مختصر الرياض ليحيى بن ابراهيم بن علي، وقد نقلا -خاصة ابن ناجي-حتى الأخطاء والتصحيفات التي وقع فيها صاحب المختصر.
نعم نجد في المعالم نصوصا مسندة عن المالكي-وهي قليلة لا تتجاوز الخمسة عشر-وبمقارنتها بما جاء في المدارك من نقول عن المالكي نجد أن أكثر هذه النصوص أخذها ابن ناجي عن رواية المدارك وليست عن الرياض مباشرة. وإذا وجدنا بضعة نصوص لا تتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة مسندة عن المالكي في المعالم ولا أصل لها في ما وصلنا من الرياض ولا المدارك فإن التفسير الوحيد لذلك هو أن ابن ناجي قد نقل تلك النصوص بواسطة مصدر آخر-ولم يشر إليه-كالعواني مثلا.
_________
(١٠٠) هـ.ر. إدريس. في دراسته عن الرياض (م. الدراسات الاسلامية (١٩٣٥) ص ١١٨ - ١١٩).
مقدمة / 28