د ریاض الندره په بابو کې د لسو کبریاوو مناقب
الرياض النضرة
خپرندوی
دار الكتب العلمية
شمېره چاپونه
الثانية
"شرح" نشج الباكي ينشج نشجًا ونشيجًا: إذا غصّ بالبكاء في حلقه، من غير انتحاب.
وعن ابن عمر قال: لما قُبض رسول الله ﷺ أتانا أبو بكر فصعد المنبر، فحمد الله وأثنى عليه وقال: إن كان محمدا إلهكم الذي تعبدونه فإن إلهكم قد مات، وإن كان إلهكم الذي في السماء فإن إلهكم حي لا يموت، ثم تلا: ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ﴾ ١ الآية.
قال الزهري: فأخبرني سعيد بن المسيب أن عمر بن الخطاب قال: والله ما هو إلا أن تلاها أبو بكر يعني قوله: ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ﴾ عقرت وأنا قائم، حتى خررت إلى الأرض، وأثبت أن رسول الله ﷺ قد مات. خرج قول الزهري البخاري ومعنى الأول عنده.
"شرح" عقرت بالكسر من العقر، وهو أن يسلم الرجل قوائمه فلا يستطيع أن يقاتل من الخوف، وقيل: هو أن يفجأه الروع فيدهش، ولا يستطيع أن يتقدم ولا أن يتأخر. حكاهما في نهاية الغريب، والأول ذكره الجوهري.
وعن سالم بن عبيد الأشجعي قال: لما مات رسول الله ﷺ كان أجزع الناس كلهم عمر بن الخطاب، قال: فأخذ بقائم سيفه وقال: لا أسمع أحدًا يقول: مات رسول الله ﷺ إلا ضربته بسيفي هذا، قال: فقال الناس: يا سالم اطلب صاحب رسول الله ﷺ قال: فخرجت إلى المسجد، فإذا بأبي بكر فلما رأيته أجهشت بالبكاء، فقال: ما لك يا سالم؟ أمات رسول الله ﷺ؟ فقلت: إن هذا عمر بن الخطاب يقول: لا أسمع أحدًا يقول مات رسول الله ﷺ إلا ضربته بسيفي هذا، قال: فأقبل أبو بكر، فلما رآه الناس سعوا له، فدخل على النبي ﷺ وهو مسجى، فوضع
١ سورة آل عمران الآية: ١٤٤.
1 / 143