131

د ریاض الندره په بابو کې د لسو کبریاوو مناقب

الرياض النضرة

خپرندوی

دار الكتب العلمية

شمېره چاپونه

الثانية

نزل فدخل المسجد، فلم يكلم الناس حتى دخل على عائشة فبصر برسول الله ﷺ وهو مسجى ببرده، فكشف عن وجهه ﷺ وأكب عليه فقبله، ثم بكى فقال: بأبي أنت وأمي، لا يجمع الله عليك موتتين، أما الموتة التي كتبت عليك فقدمتها.
قال أبو سلمة: وأخبرني ابن عباس أن أبا بكر خرج وعمر يكلم الناس فقال: اجلس فأبى، فقال: اجلس فأبى، فتشهد أبو بكر فمال الناس إليه وتركوا عمر فقال: أما بعد، فمن كان منكم يعبد محمدًا فإن محمدًا ﷺ قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت، قال الله تعالى: ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ﴾ ١ إلى٢ ﴿الشَّاكِرِينَ﴾ . قالت: فوالله لكأن الناس لم يكونوا يعلمون أن الله أنزل هذه الآية حتى تلاها أبو بكر، فتلقاها منه الناس فما نسمع بشرًا إلا يتلوها، أخرجه الشيخان.
وعنها أن رسول الله ﷺ مات وأبو بكر بالسنح تعني: العالية، فقام عمر يقول: والله ما مات رسول الله ﷺ فجاء أبو بكر فكشف عن رسول الله ﷺ فقبله وقال: بأبي أنت وأمي طبت حيا وميتا، والذين نفسي بيده لا يذيقك الموتتين أبدًا، ثم خرج فقال: أيها الحالف على٣ رسلك، فلما تكلم أبو بكر جلس عمر، فحمد٤ الله وأثنى عليه وقال: ألا من كان يعبد محمدًا فإن محمدًا قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت، وقال: ﴿إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ﴾ وقال: ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ﴾ قال: فنشج الناس يبكون، خرجه البخاري.

١ أي: إلى آخر الآية الشريفة، وستذكر بتمامها.
٢ سورة آل عمران الآية: ١٤٤.
٣ على مهلك.
٤ فحمد أبو بكر الله تعالى.

1 / 142