ولما قال ابن فضالة (^١) في ابن الزبير:
وما لي حين أقطع ذات عرقٍ … إلى ابن الكاهلية من معاد (^٢)
قال ابن الزبير: لو علم لي أما هي شرٌ من عمته لسبني بها ونسبني إليها! أفلا ترى كيف غلب عليه، وسقط (^٣) شعره فيه؟! وحاشا لمن كنّا في ذكره بل لها الشرف الأرتع، والسناء الأمتع (^٤). هذا على اتصال نسبك برومان، فإن كنت من ولد كنعان، فما أبعد دارك، وأشحط مزارك، وأطمس آثارك.
وأما الخيل فسامح العرب بركوبها ووثوبها، وخل بينهم وبين عيوبها، فلا حظّ لك ولا لأصحابك فيها. عليكم بالبراذين المحذفة (^٥)، والكوادن الموكفة، الخيل حرث العرب وحصادها، وعدتها وأرصادها، وإنك لتعلم أن خيلهم أشهر من ملوككم (^٦) أسماء وألقابًا، وأظهر من نسولكم أنسابًا وأعقابا. قالوا: بنات أعوج، وآل الوجيه ولا حق، وبنات العسجدي، وآل ذي العقال، وداحس والغبراء، والجرادة والحنفاء (^٧)، والنعامة والشماء، وحافل والشقراء، [والزعفران