كما وصفت جعلت إماما باعتقاد الفضل لا بالقول، لعلق ما يعنيه به من الولاية على الجميع والرئاسة بذكر الفضل بعينه دون القول الذي لم يوجبه البتة وإنما كان على ما زعمت عنده كاشفا عن رتبة بها يستحق ذلك الوصف، أو كان إذ ذكر القول لا يقتصر عليه في باب الرئاسة دون ما يوجبه من الفضل، بل يضم أحدهما إلى الآخر.
فلما أفرد القول نفسه، دل على أنه لم يرد إيجاب الإمامة بغيره، كيف وهو مع هذا يعدد في جميع قصائده المشهورة في مدائح بني هاشم فضله، الذي بان به من الكل شيئا بعد شئ، وخصلة بعد خصلة، ولا يوجب له الإمامة عند ذكر شئ فيه بلفظه، حتى إذا انتهى إلى يوم الغدير بعينه.
فالإمامة بنفس القول الواقع فيه دون ما سواه، فهل يخفى هذا الباب (1) على أحد، أو يمكن تأويله مع ما وصفنا إلا عند إمكان تأويل جميع أقوال الشعراء على غير أغراضهم، وصرفها بأسرها عن مراداتهم.
وأما استشراحك إياي شعر حسان، فإني لم أنصرف عنه إلى الاجمال (2) إلا لعلمي بشهرته عندكم واستفاضته، فكان اقتصاري على ما مضى من نظيره في الشهرة من الشعر يغني عن ذكره معينا.
فأما إذا رمتم شرحه، فهو قوله عند نصب رسول الله صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام في يوم الغدير بعد استئذانه في قول الشعر والإذن له في ذلك على ما جاء في الأخبار (3).
مخ ۳۰