ولا مناقش أصلا وكلية بل نراهم يعملون بها ويرتبون الآثار عليها ويلومون من لم يأخذ بها ولم يجر على هذا المنوال فيها وعلى هذا جرت السيرة والطريقة في عصر النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - والأئمة - عليهم السلام - مع اطلاعهم على ذلك واقرارهم بل وفعلهم هم في أنفسهم وجريهم على ذلك فترى الامام - عليه السلام - يكتب إليه الراوي بما يريد ويكتب إليه الامام بجوابه حتى عد العلماء المكاتبة قسما من الخبر وعلى ذلك طريقة الناس وسيرتهم مستمرة في سائر الأعصار والامصار فإنهم يتوصلون إلى أغراضهم بالكتابات كما يتوصلون إليها بالألفاظ والخطابات الشفاهية من بعضهم لبعض من غير فرق أصلا ولولا ذلك ما انتفع الناس من العلماء وغيرهم بجميع الكتب المدونة في جميع الفنون والعلوم بل تكون عاطلة باطلة بل وما كان القرآن حجة عليهم وفى ذلك ابطال الدين والمذهب بل وسائر الأديان والمذاهب والحاصل فالاجماع بل الضرورة على اعتبار النقوش والاعتماد على ظاهرها ولكن مع الامن من التزوير والوثوق بها كما هو جارى العادة بين الناس وكافة العقلاء كالاجماع والضرورة القائمين على اعتبار ظواهر الألفاظ والخطابات الشفاهية وفى هذا غنى وكفاية بل فوق الكفاية مضافا إلى الأحاديث الكثيرة الدالة على أمر الأئمة - عليهم السلام - أصحابهم بكتابة ما يسمعونه منهم وتآليفه وجمعه قائلين بأنه سيأتي على الناس زمان لا يأنسون إلا بكتبهم بل وأمروا بالعمل بتلك الكتب كما في الخبر الذي رواه الشيخ - رحمه الله - في كتاب الغيبة عن عبد الله الكوفي خادم الشيخ أبى القاسم الحسين بن روح وفيه بعدما سئل الشيخ عن كتب الشلمغاني:
أقول فيها ما قال العسكري - عليه السلام - في كتب بنى فضال حيث قالوا ما نصنع بكتبهم وبيوتنا منها ملأى قال: " خذوا ما رووا وذروا
مخ ۲۶