بالرخام السماقى والمرمر الخام ، وأقام السدود على جانبى نهر النيل ، وشيد المدن وأوصل النيل إلى بلاد النوبة ، وأمر بحفر اثنتى عشرة عينا ، وأنشأ جسرا عظيما وآثارها اليوم ظاهرة باهرة وولد نوح عليه السلام فى عهد الملك «حصيليم» هذا ، وتكاثر عدد الناس فى هذا العهد حتى ازدحمت الأرض بهم إلى حد أنه لم يبق موضع فيها لزراعته ، وأصاب الناس القحط واشتد الغلاء فعمد الناس جميعا إلى صيد السمك من الأنهار والبحار ، وبذلك عاشورا فى كفاف. ومات «حصيليم» وأصبح الملك من بعده للملك «ترسان ابن هوسال» ولما جاءت نوح النبوة وهو فى الأربعين من عمره ، آمن به «ترسان» ، ثم جاء بعده الملك «شرياق» ثم ولده الملك «شهلوق ثم ابنه الملك سوريد» ، وكان جبارا فى الأرض ظلوما وهو أول من فرض الخراج على الرعية.
وبنى الأهرام الكبيرة الواقعة إلى جانب .. بنى سويف .. ولذا تسمى الأهرام أهرام سوريد ، وفى حجر منها تاريخ مسطور بالعبرية ، ثم جاء بعده ولده «افروس» ومات ودفن إلى جانب أبيه ، ثم كان الملك لابن عمه «فرغان» ، ووقع الطوفان فى عصره وكان أول القيامة ، وبطل كل علم السحر ومحيت كل العجائب والغرائب والطلاسم والمخطوطات العربية () (1) تفجرت الجبال والتى تحمل المعادن والكنوز فى داخلها عيون من الماء وتفجرت الأنهار من الجبال وتلاطمت الأمواج كأمواج البحر وصعد منها العجيج ودام الحال على ذلك أربعين يوما وليلة فظهرت جميع المعادن والكنوز المخيفة فتغير وجه الأرض ( إن الله على كل شيء قدير ) فاطر : 1 ، وعند الطوفان كانت سفينة نوح راسية بجانب جبل الجودى بالقرب من الموصل ، وبمناسبة نجاتهم يوم عاشوراء صنع قدرا ووضع فيها طعام عاشوراء فأصاب الناس جميعا من هذا الطعام ، فشكروا له ، وإن طهو طعام عاشوراء هذا سنة لنوح وهو آدم الثانى ، ويجب أن تكون موضع اعتبار ، وثمة دليل قاطع على نجاته من الطوفان على هذا الجبل ، فقد جاء فى القرآن الكريم : ( وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي وغيض الماء وقضي الأمر واستوت على الجودي ) هود : 44 ، وتلك آية نزلت على حبيب الرحمن ، وبعد نجاة
مخ ۴۶