وقال أيضا :
غدا سفر الحجاز كما تراه
لأخلاق الرجال بدا محكا
ثم بعد الأسفار تحملنا بحملنا ما لا مندوحة عنه في الأسفار فعوضنا الخيام من المسك ، وفوضنا إلى الله الأمر في المحرك والمبرك ، ونحن نتوقع تواتر الأذى ، ونتوقى توالي القذى ، فما وجدنا والمنة لله إلا اللطف الخفي والإعانة ، وتسهيل الطريق منه تعالى وسبحانه ، ونكبنا البركة ذات اليسار ، وشمرنا ذيول التيسار ، آمين الدار الحمراء ، مستمدين من مالك الغبراء والخضراء ، وهان علينا بذل البيضاء والصفراء ، بل سررنا بذلك لما أملناه ، وخف على النفس كل ثقيل لما قصدناه.
سررنا وطبنا حين سرنا لطيبة
ولم نخش من طول المسير التماديا
وبركة الحاج المذكورة هي بركة واسعة مد البصر يتموج فيها ماء النيل العذب الفرات تنصب فيها الأسواق الحافلة بشاطئها والقهاوي المزخرفة والفساطيط المؤنقة ويخرج غالب أهل مصر لوداع الحاج والتفرج هناك والتنزه في بساتين ومقاصير على شاطئي النيل المنصب إلى تلك البركة وفي جانبها الغربي قرى متعددة في أحداها مسجد لسيدي إبراهيم المتبولي حسبما ذكره الشيخ الشعراني في الطبقات فنزلنا غربي
مخ ۳۳۵