الله تفضل بتيسير طلقها وهي زوج سيدي عبد الرحمن الذويبي (1) ثم العمري من بلدنا بيننا وبينه مسيرة يوم ففرحنا له ودعونا له بالبركة وبعد ذلك لحقنا الركب بعد نزوله واستقراره بخيامه.
ثم ظعنا بعد ذلك الموضع فنزلنا التميمي على شاطئ البحر فيه آبار وحسيات (2) قرب البحر غير أن ماء البئر ليس طيبا بل فيه بعض ملوحة كما يعمله ذائقه والذي ثبت عند الحجاج واستقر عليه أمرهم أن ماء الحسيات أطيب وأعذب منه غير أنها تحتاج إلى معالجة وتنقية رمل وفيه من التعب ما لا يخفى فاستقى الناس بالبئر هربا من الكلفة وطلبا للعجلة وقد وجدنا هناك عربا متفرقين أكثرهم بلا بيوت قد أضر بهم الجوع إذ قل ميرهم ووقع القحط فيهم سنين متعددة وبلادهم في غاية الجدب ومع ذلك الغالب سلب بعضهم بعضا على أنهم مسلوبون إذ تعدى (3) عليهم عرب فأخذوهم بعد أن أخذوهم فكان الرجل يبيع أولاده وكذا المرأة تبيع أولادها إن كانت إيما.
وقد شاهدنا ذلك فنهينا الجميع عما هنالك فمن الحجاج من امتثل ومنهم من أعرض واشترى فالقادر منهم ذهب مع الحجاج وغيره طلب ما يقتات به في الحال وبقي الآن الجوع أخذ فيه نعم الحجاج أشبعوهم الطعام جزأهم الله أحسن جزاء إذ سمعت منهم أن البعض منهم لم يذق الطعام نحو الشهر والشهرين وإنما يأكل النبات (4) من الخضر ليس إلا غير أن الشبعة الواحدة لا تسمن ولا تغني من جوع [وإنما يحصل بها الأحياء في الوقت وقد فعل الحجاج ما وجب عليهم بل زادوا
مخ ۲۷۷