251

والصالحين وأهل التصريف والخضر والياس والملائكة ورجال الغيب وبركة الجميع تنوب عن الجميع والله يستحي أن يرد جمعا فيه محبوبه أو يمقت أناسا فيم أهل وده ولذا رفع الله المسخ لوجود أهل الذكر فيهم وما دام ذكره في الأرض فلا مسخ فيها لقوله عز وجل : ( وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون ) فإذا علمت هذا فاعلم أن السروال محل صعب للعاقل (1) وغيره فيه سبعة أيام لا ماء فيها غير المرفوع أو الموجود بالفضل وفيه من التعب ما لا يمكن التعبير عنه إلا بالذوق غير أن الله يمن بفضله عليهم ويرحمهم ويرفق بهم بمحبته صلى الله عليه وسلم وأيام هذا الموضع مفازة في انعدام الماء مثل هذه ولذا قال بعض الحكماء لو لا السروال في برقة والعشاريات في الدرب لحج النساء والصبيان غير أن فضل الله يوصل ويبلغ ولا تعتقد أن كثرة الزاد مبلغة إذ ربما صاحبه هلك وغيره نجا وسلم والاعتماد إنما هو على الفضل والمنة من الله تعالى واستصحاب الزاد شريعة وسنة فالوقوف معها وقاية وجنة هذا وأن المخلص من صعب الزمان ، وقساوة المكان ، الاعتماد على مدد الرحمان ، والتخلق في هذا الطريق بالرأفة والشفقة للضعفاء من أهل الإيمان ، فان من رحم يرحم وان الله في عون العبد ما دام في عون أخيه وليس التخلص من سموم عقارب الزمان ، وأفاعيه إلا بترياق التفضل والإيثار بحسب الاستطاعة والإمكان.

ثم إن سعة الصدر وسلامته يحفظان من كل أذاية دينية ودنياوية وإن كانت سلامة الصدر ممدوحة في غير هذا الطريق غير إنها في هذا الطريق أنفع وأتم لا سيما مع وجود الرحمة والعفة وكف اللسان عن الخوض فيما لا يعني وعدم الاسترسال فيما لا يحتاج إليه فكما غاب الإنسان عن أهله وأحبابه يغيب عن مألوفاته إلا ما لا بد

مخ ۲۷۴