الفاروق سيدي عبد اللطيف بسمن وشعير وغير ذلك جزاه الله أحسن الجزاء ثم إنهم طلبونا في الإقامة وامتنع الحجاج لكونهم مستعجلين لأن يدخلوا مصر في أوائل شوال غير أننا أمهلناهم لوقت الضحى فانصرف الكل على خير وعافية ومع هذا ذهب معنا البعض منهم من الأتراك وغيرهم إلى مصر بالإبل للتجارة فأحسن الجميع بنا والمحسن يجازى بالإحسان والمسيء تكفيه إساءته والله يقول ما على المحسنين من سبيل.
ولما سقى الناس واستقوا وملئوا أسقيتهم ما يكفيهم سبعة أيام إلى التميمي لأن السروال أصعب شيء في طريق الحج لانعدام الماء فيه أعني الحي وأما ماء السماء فعلى فتح إلهي ووهب فرداني غير أن الله لا يدع وفده إذ هم ضيافة فحاشاه من كريم أن يتركهم عطاشا لأنه أما أن يرزقهم بماء السماء ينزل عليهم في الحين أو يجدونه في بعض الأودية والغدران مخبوا (1) لمثلهم منة من الله وفضلا على قاصديه إذ لا يخلوا وفده من أحبابه الذين حركهم الشوق والوجد إلى تلك الأماكن الشريفة والمعاهد السنية والمواطن المحبوبة لتتصل بالساكن وتشاهد محبوبها فيها ويزيل ما بها من قلق الشوق وترتاح من مرض العشق فيخف بعض ما بها لأن الروح يطير إلى المحبوب فيرده فقص البدن فيسكن بعض سكون بنسيم الوصلة ورؤية حي المحبوب لأن الجوار ترياق المريض أي دواء مجرب والدرياق بالتاء أو الدال أي الدواء الجرب
هكذا فسره القاضي زكرياء في شرحه للرسالة القشيرية رضي الله عنه ونفعنا بهما آمين.
[إذ قال الأستاذ قبر معروف في بغداد ترياق أو درياق مجرب أي دواء مجرب] (2)
مخ ۲۷۲