أن يذكر وطول هذا الجبل نحو عشرة أيام من بحريه وسبعة أيام من الناحية الأخرى وأكثر شجر الناحية التي مررنا بها العرعر حتى انه من شدة اشتباكه والتفافه لا ينفذ الناس فيه إلا في طرق معلومة وشعاب مسلوكة ومن خالفها توعر وانتشب في الغياض بحيث لا يخلص إلا بمشقة لا سيما إن كان ذا دابة ومع كثرة غلب هذا الجبل لا يوجد فيه الأسد والحجاج يزعمون أن سيدي أبا محمد صالحا دعا عليه فأجلاه الله من هذا البلد لئلا يؤذي صعاليك الحجاج وذلك أن صح غيض من فيض فيما لأولياء الله من الكرامات.
غريبة قال ومما شاهدناه في عرب هذا الجبل من الغرائب ركوبهم على البقر وحمل الهوادج عليها وأناختها عند الركوب والنزول مثل الإبل من غير مشقة عليها ولا عليهم في الإناخة لاعتياد الكل لذلك ولله في أرضه عجائب وفي طباع الحيوانات غرائب وكذلك الغنم لا يسوقونها إنما يسير صاحبها أمامها قلت أو كثرت وهي تتبعه فإذا أمهل في السير أمهلت وإذا أسرع أسرعت وإذا جرى جرت ويأتي أحدهم بالكبش إلى السوق وهو يتبعه كالكلب المعلم ثم سرنا من أجدابية بعد صلاة الظهر وزيارة مسجد سحنون لبقاء أثره لا سيما المحراب.
ثم نزلنا بعدها بصعدة (1) وبتنا ثم ظعنا منه فسرنا مرحلتين فوصلنا إلى معطن سلوك ونزلناه وقت العصر فبتنا فيه وأقمنا يوما انتظارا للتسوق من أهل ابن غازي إذ بعثنا إليهم رسولا من المنعم فأتوا إلينا في البلدة الثانية بالشعير وبالسمن والعسل وبعض الإبل.
وقدم إلينا بعض أحبابنا من قرية ابن غازي إذ بعثهم الود الصدوق والخل
مخ ۲۷۱