وانطابلس اسم لجميعها كما يقال قسطيلية وتوزر لإحدى بلد قسطيلية والشعر الشجر الكثير وأرض كثيرة الشعار أي الشجر انتهى كلامه.
قلت وفي رحلة شيخنا العياشي وأرض برقة منقسمة على أقسام أولها من حسان إلى ما وراء الأحمر بيومين يسمى سرت ومن هناك إلى قرب المنعم يسمى برقة البيضاء ومن هناك إلى سلوك يسمى برقة الحمراء ومنه إلى التميمي (1) يسمى الجبل الأخضر ومنه إلى العقبة الكبرى يسمى البطنان ومن العقبة الكبرى إلى الصغرى يسمى بين الأعقاب ومن العقبة الصغرى إلى الإسكندرية يسمى العقبة الصغيرة وقد ذكر العبدري تقسيما غير هذا جار على اصطلاح أهل زمانه انتهى.
قلت وسلوك المذكورة آبار متعددة كآبار اجدابية في صفتها ومائها وبإزائها أيضا رسوم بناء إلا أنها قليلة بالنسبة إلى اجدابية وماؤها يقل في أيام الحر وبه تتعرض الأعراب للإركاب لقصد التسوق ويجلبون إليها الكثير من السمن والزرع واللحم والإبل ومنه يتوجه القاصد مرسى ابن غازي وهي مرسى حسنة بسفح الجبل الأخضر بينها وبين سلوك مسافة يوم وفيها عامل وعسكر لصاحب طرابلس وفي تلك المرسى تصب أودية السمن والعسل والشحم والودك من الجبل الأخضر الذي لا أخصب منه ولا أكثر منه أداما فيما رأينا من البلاد وتحمل كل ذلك السفن إلى طرابلس وجربة وما بإزائهما من البلدان ومن هذا الجبل غالبا أدامهم ولحمانهم قال شيخنا العياشي رحمه الله وقد دخلنا طرفا من هذا الجبل سنة تسع وخمسين في شدة الحر وتسوقنا طائفة من أهله بما قضينا منه العجب من السمن والغنم والإبل لم نعهد مثل ذلك في بلد من البلدان ولا رأينا أرخص منه سعرا ولا أقل معرفة بالبيع والشراء من أهله يؤخذ منهم زهاء قنطار من السمن بالثمن التافه من بز أو عروض
مخ ۲۶۹