245

البكري رحمه الله واسم برقة بالرومية الإغريقية بنطابلس تفسيره خمس مدن وذكر أن مدينة برقة في صحراء حمراء التربة والمباني فتحمر لذلك ثياب ساكنيها والمتصرفين لها وعلى ستة أميال منها الجبل وهي دائمة الرخاء كثيرة الخير تصلح بها الماشية وتنمى على مراعيها وأكثر ذبائح أهل مصر منها ويحمل منها إلى مصر الصوف والعسل والقطران وهو يعمل بها بقرية من قراها بقرب جبل وعر ما يرقى إليه فارس على حال وهي كثيرة الثمار من الجوز والأترج والسفر جل وأصناف الفواكه ويتصل بها شعر عويصة من شجر العرعر وببرقة قبر رويفع صاحب النبي صلى الله عليه وسلم.

وأما فتحها فاعلم أن عمرو بن العاص افتتحها في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وذلك سنة إحدى وعشرين وصالح أهلها على ثلاثة عشر ألف دينار وعلى أن يبيعوا من أبنائهم في جزيتهم.

قال ووجه عمرو بن العاص عقبة بن نافع حتى بلغ زويلة وصار ما بين برقة وزويلة للمسلمين وزويلة مدينة غير مسورة في وسط الصحراء وهي أول حد بلاد السودان وبها جامع وحمام وأسواق يجتمع بها الرفاق من كل جهة منها يتفرق قاصدهم ويتشعب طريقهم وبها نخيل وبسيط الزرع وبرقة بفتح الباء المنقوطة بواحدة وسكون الراء المهملة بعدها فاف والإغريقية بكسر الهمزة وسكون الغين المعجمة وكسر الراء المهملة وكسر القاف وتشديد الباء قيل المراد بالرومية الإغريقية القديمة التي هي أصل لغة الروم والله اعلم وبنطابلس بفتح الباء المنقوطة بواحدة وسكون النون بعها طاء مهملة وباء منقوطة بواحدة مضمومة ولام مضمومة وآخرها سين مهملة كذا وقع في كتاب البكري والذي وقع في المدونة انطابلس بالهمزة قال وجباب انطابلس ومراجل برقة إلا أن هذا الذي في المدونة يؤذن أنهما مدينتان بخلاف ما قال البكري لكن يحتمل أن تكون إحدى تلك المدن برقة

مخ ۲۶۸