أقول مدحت الشيخ زروق بهذه القصيدة ولعل الله أن يكسوني بكسوة المعارف وأن يحليني بما حلى به أولياءه المقربين ويذيقني ذوق العارفين بالله تعالى وأن تكون لنا حجابا وبراءة من نار الافتراق ونار الاحتراق وان يورثنا بها سعادة الدارين ولكل من تعلق بنا مع النظر إلى وجه الكريم آمين يا رب العالمين.
لطيفة فائدة استقرار الشيخ في هذه البلدة وهي بلدة مسراتة إذ هي ليست من الأمصار ومع ذلك أن الأكابر يختارون سكنى الأمصار للتذكر والاعتبار قلت وفي المدن من الخيرات الدنيوية والأخروية ما لا يحصى فإنها محل العلم وأهله وأنها أيضا مواطن الزيارة لما فيها من قبور الصالحين والمؤلفين لا سيما أفريقية ومصر وبغداد ودمشق والبصرة والكوفة وغيرها من مدن المشرق وكذا مراكش في المغرب وفاس وأرض الجدار تسلمان لأن فيها أبا مدين الغوث والشيخ السنوسي والإمام ابن زكري والإمام ابن مرزوق والعقبانيين وغيرهم وكذا بجاية لأنها من أعظم المدن وفيها أبو زكرياء يحيى الزواوي والشيخ عبد الحق الأشبيلي صاحب العاقبة وأبو حامد الصغير صاحب التذكرة وهو أبو علي المسيلي والشيخ عبد الحق بن أبي ربيعة والشيخ الوغليسي والشيخ الصباغ والشيخ الفملي (2) وغيرهم وهؤلاء كلهم مؤلفون إلا القليل وإن الدعاء مقبول عندهم وقد زرنا جمعيهم والحمد لله.
وبجاية كانت من المدن المعتبرة وإن الإسكندرية كانت من عمالتها وكذا المغرب وان عساكرها قد أحرقوا باب فاس وإلى الآن يسمى باب المحروق وقد أفردها
مخ ۲۵۵