الزموري ثم التركي هذا هو المحقق وقيل انه الحاج محمد بن معمر اللمداني صهر والي الجزائر كور عبدي (1) والآخر لا علم لنا بضاربه ولا بمحل الإصابة وأما الخيل فقد مات منها نحو ثلاثة أو أقل والحرب من الصبح إلى قرب العصر نعم صلينا على نحو صلاة المسايفة بالقسمة فرقة كانت تجاه العدو والأخرى تصلي مع الإمام فلما فرغت ذهبت تجاه العدو حتى صلت الأخرى ثم حدث لنا العزم التام والحزم (2) العام أن نذهب إليهم دفعة إلى المطعن ويكون القتال على الماء أما أخذونا أو أخذناهم فلما رأوا تصلبنا وعدم الإذلال له بل لا نزال نزاد في الشجاعة ذهب إليهم فقير سيدي أحمد بن الشيخ الدراوي فوجدهم خائفين مرعوبين ثم رجع الفقير فمكثنا غير بعيد حتى أتى إلينا شيخهم مع فارس من فرسانه يطلب العفو والدخول إلينا ونحن نمتنع من ذلك فاشترطنا عليه أن دخل يترك فرسه عن بعد منا ويأتي إلينا على رجليه بلا سلاح فالتزم ذلك ثم دنا منا على نحو ما اشترطتاه فيه فلما وصل إلينا عزمت على قتله لأن لم يأت تائبا إلا بعد القدرة عليهم والله يقول : ( إلا الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم ) فمسكني الحجاج ومنعوني من قتله ثم اشترطوا عليه أن لا يبيتوا على الماء فقبل ذلك والتزم العمل به ثم طلب البارود من الشيخ إذ المزود منه بين يديه فامتنع من إعطائه وقال والله لا أعطيه إلا في بطونكم فلما انصرف من عندنا ارتحلوا عن الماء بنفس وصوله وبتنا عليه نحن إلى الصبح ثم ظعنا إلى الحامة (3) المذكورة وعلمنا أن نصر الله لنا إنما هو ببركة الشيخ نفعنا الله به وبأمثاله بمنه وكرمه اه .
انعطاف إلى التكلم فيما نحن بصدده وهو أننا نزلنا قرية الحامة فيها نخل كثير
مخ ۱۵۵