الأنسب به والأليق (1) بمقامه أو سمع ذلك ممن يوثق به فلما أخبرني بهذا رسم جدولا في الأرض وخط خطا وأمر جميع الحجاج أن يمروا بذلك الخط فمر عليه جميعهم إلا كاتب الشيخ كان متخلفا عنا لم يمر به.
وفي ذلك اليوم تلاقينا مع عدو نفسه المحارب لله ولرسوله الشيخ ابن روب وهو شيخ من شيوخ نفزاوة خارجا عن ولاية صاحب تونس بان استقر في وادي ريغ والله اعلم في ثلاثين من الخيل وعشرين رجلا ومعهم السلاح القوي والزاد على الإبل وأتى إلينا عند صلاة العصر فأعلمناه بأننا حجاج ووفد من وفود الله ورسوله وأظن أن الشيخ أعطى له شيئا أحسبه فضة (2) فذهب عنها ونحن جددنا (3) في السير خوفا من شره إلى ثلث الليل أو نصفه فلما ارتحلنا والماء عندنا قليل ووصلنا إلى الماء عند الضحى فغاروا علينا ونهبوا فرسا للشيخ فردها منهم بالقهر ثم غلبونا على الماء بان نزلوا عليه ونحن خارجه ومع هذا قد عدمنا الماء من الركب غير انه موجود عند بعض الناس نحو الخمسة أزقة وكذا المكاحل نحو العشرة وقد داروا بنا كالحلقة وكثر (4) الرصاص بأن ينزل علينا كالمطر ومع ذلك والحمد لله أن من وقعت فيه رصاصة نزلت كالطين بحيث لم تضر أحدا إلا الكاتب الذي لم يمر على الخط أتت بندقة ووقعت فيه تحت السرة بان دخلت في الجلد مقدار أنملتين فرجعت بإذن الله غير انه مكث أياما فتضرر من ذلك ثم عفي والحمد لله وأما هم فقد مات منهم والله أعلم اثنان أحدهما أصيب برأسه والضارب له الحاج خليل بن قاصد علي (5)
مخ ۱۵۴