122

الشيخ الإمام العارف بالله عبد الله اليافعي (256) نفع الله به قال : سمعت من بعض العارفين ، وهو يقول : «إن لكل وضع فيه حي وهاب ، ولي ، جواد ، أبدل واجدا بجواد ، لأن كل واحد ينقط أربعة عشر». انتهى ما كتبنا من كتاب اليافعي.

ولما أن قرأت ما ذكر عجبني كثير ، واخترت ذلك العمل ، ونظرت في أسماء الله تعالى ما تنقط ثلاثا وخمسين ، وهو عدد اسم أحمد ، ووجدت ذلك في ثلاثة أسماء ، وهي واحد ، هادي ، وهاب. ويكون بدلا عن (وهاب) (جواد)، وبدلا عنه أيضا (واجد). ولكن ورد في (وهاب): أنه الإسم الأعظم ، لقول سيدنا سليمان عليه السلام : ( رب اغفر لي وهب لي ).

وأما الساعة التي أصابني فيها التغيير على الكتاب الذي ذكرت أنه وقع مني في الطريق ، فألهمني الله تعالى أن نقرأ تلك الأسماء ، وكنت عزمت على أن نجعلهم في وفق حسبما ذكر من العمل لاسم محمد ، فلم يتيسر في تلك الساعة. ونويت في نفسي أن نقرأ الأسماء ، ونطلب من الله تعالى أن يعطيني عوض الكتاب الذي ذهب لي والهم الذي أصابني بسببه ما شاء من الخير ، ولا عاينت شيئا. فقرأت «الفاتحة» ثلاثا وخمسين مرة ، و «البسملة» مع كل واحدة ، «وألم نشرح» ثلاثا وخمسين ، والأسماء ثلاثا وخمسين مرة. وجلست اليوم في الدكان إلى بعد العصر ، وجئت إلى الدار ، ووجدت الكتاب في الموضع الذي كنت أجلس فيه ، ففرحت بذلك فرحا عظيما من وجوه.

ولا يتوهم قارئ هذا الكتاب أني تركته في الدار على يقين بأني مشيت به ، وجعلت القرصة تحته. وحصلت الإجابة ، ولا أدخلت الأسماء في جدول ، لأن القلب الحزن المضطر لا يفتقر إلى جدول. ولم نترك شيئا مما ذكر اليافعي في العمل ، بنية النفع للإخوان.

ومما أنعم الله تعالى علي به أن سخر لي ملوك الملتين ، وعلماءهم ، وصلحاء ديننا. ومن نعم الله تعالى علي بأسمائه الحسنى أن امرأة كانت بها ثلاث علل : كان ظهر يدها وأصابعها به ثالول كثيرة ، فكتبت جدولا مثمنا حرفيا أذكر فيه اسمين من

مخ ۱۴۰