============================================================
صوفيا فقيها محدثا أصوليا متكلما على هدى من السنة والبصيرة السليمة . وقل من تجمعت له هذه المواهب في ذلك العصر الذي عاش فيه وهو ما بعد النصف الثافي من القرن الثاني الهجري إلى عام 245 من الهجرة.
2 - مرشد الجماهير في القرون الماضية والحاضرة تتهدد العامة موجات من الضياع والضلال.
موجات من الضياع الناتج عن الإهمال، إذ يتجمع المريدون في كل علم حول استاذهم، ولهم من وسائل التحصيل، والقدرة على الموازنة والمقارنة ما يؤهلهم لانسلاك في دوائر كبار العلماء . ولما كانت تلك الآلات وغيرها من آلات العلم لاا تهيا لعامة المسلمين فإن تلك الدوائر العلمية تلفظهم إلا من فترات قصيرة يفدون اليها سائلين عن حكم، أو مصححين لعقيدة، ثم ينصرفون حيث لا يستطيعون التجاوب مع تلك الحلقات الأكاديمية يوما أو بعض يوم وموجات من الضياع الناتج عن الجهل ، ثم عن فلسفة الجهل التي تأبى الاعتراف بالجهل، ومن ثم تفسد نفسية جماهير العامة ، وتسدل ستارا كثيفا على الجهل، وتدع أصحابها إلى التعرض لحظر الاستمساك بالخطأ، والكبر عن السؤال، ويبدو ذلك واضحا من قولة سليمان بن عبد الملك لأبنائه بعد أن جلس إلى عطاء ليتعلم منه مناسك الحج : تعلموا العلم فإني لا أنسى ذلنا بين يدي هذا العبد الأسود .
كان هناك إذن حقد على العلماء من أوساط العامة ومنهم السلاطين والأمراء ل وكان هناك تهالك من علماء السوء. كما يقول المحاسبي، على أبواب الأغنياء من العامة، يزهدونهم في الدنيا، ثم يأخذونها منهم في المجلس، وكان امتهان من أغنياء العامة للعلماء.
وكان هناك من نتائج ذلك الاضطراب فقدان النصح من العلماء لعامة المسلمين وخاصتهم، فاهتزت القيم، وسادت الدعوى، واستمسك كل فريق بدوائره، واصبح المجتمع الاسلامي أحزابا متنافرة يهددها الانقسام بالشر والوبال.
مخ ۵