209

============================================================

الأعمال ليعظم بها (عند الناس) (1) ويحمد عليها : كالغزو والعلم والتفقه، فيبر ويعظم، أو يستقضي (حاجاته) (2) أو يوصل، أو يعطى.

وخطرة تخطر له قبل الدخول في العمل، ويعتقد بها للرياء، ولا يعتقد غيره، يريد حمد المخلوقين، لا يذكر عند ذكر عند ذلك ثوابأ ولا إخلاصا.

وخطرة قبل الدخول في العمل، يعتقد بها الرياء، ولا يريد بذلك الأجر، مع ذكر (3) الإخلاص، ومعرفة الرياء ، متغافل لا ينوي على الإخلاص، ولا يفزع من الرياء بعد معرفة منه له ، وذكر الاخلاص من غير توجع ولا إكراه له .

وخطرة تعترض، فتقبلها قبل الدخول في العمل ، فتعتقد الرياء وأنت ذاكر لرياء، متوجع منه ، كركونك إلى الذنب لا تكرهه كراهة إباء وترك لقبوله ولكن كراهة من أجل حب العصمة (4) من ذلك كالرجل المصر على الذنب ، يكرهه ويغتم لما يرى من نفسه، لمعرفته بأن فيه اهلكة، وهو مقيم عليه.

فكذلك هذا يريد الرياء ويعتقده، وهو يجب ان يعصم منه، قد غلبه هوا وعزب عنه خوفه وحذره، وثقلت (5) عليه جاهدة نفسه.

فهذا أقرب إلى الإقلاع ممن وصفت لك قبله ممن يعرف، ولا يتوجع لذلك ولا يغتم له.

وخطرة تدعوه إلى الرياء قبل العمل، مع خطرة تنبيه من الله عز وجل، وطلب الثواب، فيفقد إرادة الله عز وجل، وإرادة الخلق معا : يجب ان يحمد ويؤجرا يريد الله عز وجل، وارادة الخلق معا : يحب ان يحمد ويؤجر، يريد الله عز وجل به، ويريد الخلق على النسيان وزوال المعرفة للرياء.

(1) ما بين الحاصرتين: سقط من ط (2) ما بين الحاصرتين سقط من ط (3) في أ: مع تذكر الإخلاص.

(4) في أ. حبه للعصمة.

(5) في ط: وثقلت عليه.

مخ ۲۰۸