============================================================
والاستغفار والنية منك ألا تعود إلى مثل ذلك ، فامض في العمل .
فإن لم تجد ذلك من قلبك فدع العمل إن كان العقد أولا للمخلوقين، فدع العمل مع الحياء من الله، عز وجل أن تسخو نفسك بالعمل لحمد المخلوقين، ولا تسخو للعمل لحمد الخالق، عز وجل.
وإن كان العقد الأول لله، عز وجل، ثم ركنت بعد ذلك ، فانف ذلك واندم عليه، وارجع إلى عقدك الأول ، فاعمل عليه مع الحياء من الله عز وجل ، إذ رآك مستبدلا بحمده طلب حمد غيره، حتى كان الخلق يطلعون على ضميرك معه، بل لو اطلعوا لخشيت مقتهم لما آردت من حمدهم فاستح من الله عز وجل المطلع عليك وعلى إعراض قلبك عنه إلى من لا يملك منفعة ولا دفع مضرة.
ولو اطلعوا على ضميرك لكانوا أهيب عندك منه ، جل وعلا، فليعظم حياؤك وإن قدرت ان تزيد في العمل حياء من ربك عز وجل، وعقوبة لنفسك فافعل.
وإن عرض لك عارض، وأنت في العمل، وقد أردت الله عز وجل، به لا يدعى عليك انك مرائي، ولكن يحذرك الرياء، ويقول : اتركه، لأن تسلم، فذلك من العدو ومن هوى النفس .
فإن خطر خاطر يحذرك الرياء، ويأمرك بأن تتم العمل بالحذر، ليكون سليما خالصا، فذلك واعظ من ربك عز وجل.
باب منازل الرياء وأوقاته قلت: فأخبرفي بأوقات خطرات الرياء، وتفاوت منازلها بأوقات الرياء وتفاوت منازله.
قال: خطرة تخطر ولما يهم بعمل يعتقد فيه الرياء، ولكن يتمنى ان يقدر على 208
مخ ۲۰۷