============================================================
فرات ان تكون قلوبها منتظرة للشيطان، متوقعة متى تخطر بها خطرة (1) فينظروا فيها، كراهة أن يخطر على غفلة فيقبلوها، فيهلكوا وهم لا يشعرون.
وقالت فرقة: ذلك غلط، لاشتغالها بانتظار الشيطان، ولم نؤمر بذلك، وذلك ارادة الشيطان منا ، ولكن نلزم قلوبنا ذكر الآخرة، وذكر ما يعرظ ، فلا نكون قد تعطلنا من ذكر الآخرة، ولا نكون ناسين لمن أمرنا بحذره، كراهة ان يأتي على غفلة (منا) (2) فيفسد (علينا) (3) ما نحن فيه من الذكر ، فكان ذكر الله عز وجل لا وذكر وساوس الشيطان في قلوبهم متعارضين.
كلما ذكروا شيئا من ذكر الآخرة ذكروا العدو شفقا ان يخطر بفتنته ، فيزيل قلوبهم عن ذكر الله عز وجل، أو يركنوا إلى ما يحبط عملهم في يوم عرضهم على ربهم، جل وعز.
وقالت فرقة وهم أهل العلم وأولى بالحق : كلتا الفرقتين غالطة .ا أما الأولى ففرغت قلوبهم من ذكر الآخرة، وجعلت عبادتها إلزام قلوبها ذكر الشيطان، فقد أدخلت ذكر الشيطان في القلب (4) غلطا أكثر مما أدخلت ذكر اله عز وجل ، في قلوبهم.
وإنما أمرت بالحذر من أن تغفل عن الذكر والعمل ، فإذا ودعت (5) الذكر فقدا اصاب العدو ما آراد.
وإن جاءت خطرة إلى قلب فارغ من الذكر يوشك ان يقبلها ، إذ ليس فيه نور من ذكر الآخرة، ولا قوة اشتغال بالله ، عز وجل.
فأنتم أضعف في الرد، وأفرغ قلوبا من الآخرة من غيركم، ولم تؤمروا بانتظاره، ولا بإدمان ذكره (2).
(1) في ط: تخطر بخطرة.
(4) في ط: من القلب.
(2) ما بين الحاصرتين: سقطت من ط (5) ودعت الذكر: اي تركت ذكر الله.
(3) ما بين الحاصرتين: لا توجد في ط (6) يعني: الشيطان.
مخ ۲۰۲