202

============================================================

وظاهر النبي عالله بين درعين، وحمل المؤمنون الترسة، ولبسوا ما يحصنهم. وأقام اني عقاللهه من يحرسهم في صلاته، وحفر الخندق فتحصن به شهرا ، لا ينقصه ذلك ولا المؤمنين من يقينهم ولا توكلهم، لعلمهم أنه لايكون إلا ما قدر ولا يشغلهم عنه ذلك، ولكن اتباعا لأمره واشتغالا بما أحب وأراد .

فكذلك من حذر العدو الذي لايراه- وهو يكيده بأعظم ما يكيده الكفار .

فحذره طاعة من المؤمنين لله عز وجل واتباع لأمره، وتوكل من ذلك على ربه يؤدي ما آمر به مع خلع الشيطان من ملك شيء دون ربه عز وجل، ويثق بربه ع ويحسن الظن به إذا تبع أمره بالحذر مما حذر، مع اليقين بأنه لايضر ولا ينفع غيره وانه بجسن معونته، ويقويه على عدوه، ويعصمه من فتنته.

فليس من اتبع أمر الله عز وجل مع اليقين بناقص التوكل واليقين، ولكن ناقص اليقين من ضيع امره إرادة كمال اليقين.

وهذا قول الفرقة المتبعة لكتاب الله عز وجل والسنة.

باب وصف الحذر من العدو إبليس قلت : كيف الحذر منه؟ أهو انتظار وتوقع متى يعرض؟ ام تحذر بغير انتظار قال: وقد اختلفت هذه الفرقة التي دانت بحذره اتباعا لأهر الله ، عز وجل، فاختلفت هذه الفرقة إلى ثلاث فرق، كلها غالطة إلا فرقة.

فقالت فرقة منهم: إذا أمرنا الله، عز وجل بمجاهدة من لا نراه، وخوفنا منه ، وأعلمنا ان في ظفره بنا الملكة، ولا يكون في قلوبنا شيء أغلب عليها ولا ألزم لها من حذره، فننتنظر منى يعرض بغتنته .

لأن الاشتغال عنه يورث النسيان، والنسيان يورث قبول خطراته بغير معرفة وذلك يؤدي إلى الهلكة.

مخ ۲۰۱