============================================================
وكذلك يغضب فيغتاب من يغضب عليه ويكذب عليه، ثم يندم فينوي الا كذب عليه، ويستعظم الكذب ولا تطيب نفسه بأن يقلع عما يعلم منه من الذنوب، لأنها وإن كانت غيبة، فقد قال حقا ولم يقل كذبا ، فلا تطيب نفسه بالتوبة (1) من الغيبة له ، ويعزم أن لا يكذب عليه ولا على أحد .
وكذلك يغتابه ويقذفه ثم يندم على القذف أو ذكر والديه ولا يندم على الغيبة .
وكذلك يصارمه ويقع فيه فيتوب عن أن يذكره بسوء، ولا يقوى على أن يترك مصارمته حقدا وأنفا أن يبدأه بالصلح والكلام والسلام.
و كذلك يعمل من التجارة بما لا يحل له ، كالربا والكذب في المرابحة، أو في مدح سلعته، أو ذم سلعة غيره، فيتوب من الربا والكذب ولايتوب من المدح والذم، فقد راقب الله عز وجل، ورعي حقوقه في التوبة في بعض ما يكره الله عز وجل، وضيع الرعاية في بعض ما كره الله عز وجل ، حتى أقام عليه ولم يقلع عنه .
باب بيان منازل المصرين المقيمن على الذنوب و ذكر ما يبعثهم على التوبة، وقطع التسويف قلت فما منزلة من لم تطب نفسه آن يقلع عنه ولايتوب، وغلبته نفسه" قال: أولئك في ثلاث منازل: فأهل المنزلة الأولى : مقيمون على الذنوب، طالبون للتوبة على غير حقائقها ولا استتمام طلبها، يبكون ويتضرعون، ويتفكرون في الوعيد والعذاب، رجاء أن تسخو نفوسهم بالتوبة ويأتون مواضع الذكر، فيتفكرون فيما يسمعون أو لايأتون مواضع الذكر، ولكن يتفكرون فيبكون ويتضرعون، فيملون ولا يدمنون على التخويف أنفسهم إلى وقت هيجان الخوف المنغص لهم لذات ذنوبهم، فلا يدمنون على ذك (1) من ط: من التوبة.
مخ ۱۲۸