128

============================================================

روي عن الحسن أنه قال في تفسير ذلك: حين تبدأ في العمل يراك الله عز وجل، فأخبرنا أنه يعلم ما نعمل، ويرانا حين نبتدىء فيه وقبل ذلك، ولكن أرادا أن يستحيى منه لعلمه بذلك، فلا يفيض فيما كره، فإن أفاض فيه ثم ذكر اطلاءه ترك ما هو فيه قبل أن يستتم خوفا منه وحياء وإجلالا له عز وجل ، ليس كمثله شيء ، ولا نظير له ولا شبيه.

وأهل المنزلة السادسة : الذين أغفلوا مراقبة الله عز وجل ، وتقواه حتى استتموا ما كره الله عز وجل من العمل وفرغوا منه ، ثم فزعوا وندموا ، فتابوا إلى الله عز وجل، وأقلعوا ولم يصروا على شيء مما كره الله بعدما تيقظوا فعلموا آنهم اسخطوا الله عز وجل بما قد فعلوا وتعرضوا.ن وأهل المنزلة السابعة : الذين أغفلوا رعاية حقوق الله عز وجل، حتى من الأعمال الي يكرهها الله عز وجل، ثم فزعوا عند بعضها فأقلعوا عن بعضها وأقاموا على بعضها ولم تسخ أنفسهم بالتوبة؛ وقد يفزعون من العمل الواحد فيدعون بعض خوفا من الله عز وجل، ولا تطيب أنفسهم بالتوبة من بعضه .

كالرجل يأتي العمل في أعمال السلطان من الجباية والكتابة وغير ذلك ، فيظلم فيه ثم يفزع وينوي آن لا يظلم أحدا، ولا تطيب نفسه بترك ديوانه ولا ولايته .

أو كالرجل يشرب المسكر مع الفجور، أو (يحب) (1) ضرب العيدان والغناء ، أو يشرب بضربالعود والغناء ولا فجور فيه ، ثم يفزع من ذلك فيندم على الضرب يالعود والغناء، ولا يندم على شرب المسكر ولا يصبر عنه، ولا يقوى على تركه ولعله يتأول في استحلاله، وكذلك يشربه فيترك الصلاة، فيندم على ترك الصلاة وينوي ألا يشربه إلا في وقت لاتدركه فيه الصلاة.

او يشرب فيسكر منه فينوي آن يشربه ولا يكثر منه، وشربه عنده حرام ولكن لا يقوى على أن يعزم على تركه كله.

(1) ما بين الحاصرتين: سقطت من ط

مخ ۱۲۷