250

Reaching the Truth of Intercession

التوصل إلى حقيقة التوسل

خپرندوی

دار لبنان للطباعة والنشر

شمېره چاپونه

الثالثة

د چاپ کال

١٣٩٩ هـ - ١٩٧٩ م

د خپرونکي ځای

بيروت

ژانرونه

ثم يحدثنا أنس ﵁ فيقول:
[إن رجلًا دخل المسجد يوم الجمعة ورسول الله ﷺ قائم يخطب فقال: يا رسول الله: هلكت الأموال وانقطعت السبل فادع الله أن يغيثنا فرفع رسول الله يديه ثم قال: «اللهم أغثنا اللهم أغثنا اللهم أغثنا» قال أنس: ولا والله ما نرى في السماء من سحاب ولا قزعة وما بيننا وبين (سلع) من بيت ولا دار. فطلعت من ورائه سحابة مثل الترس فلما توسطت السماء انتشرت ثم أمطرت فلا والله ما رأينا الشمس سبتًا ثم دخل من ذلك الباب في الجمعة المقبلة ورسول الله ﷺ قائم يخطب فاستقبله قائمًا فقال: يا رسول الله: هلكت الأموال وانقطعت السبل فادع الله يمسكها عنا فرفع رسول الله ﷺ يديه ثم قال: «اللهم حوالينا ولا علينا اللهم على الآكام والظراب وبطون الأودية ومنابت الشجر» فأقلعت وخرجنا نمشي في الشمس] رواه البخاري ومسلم.
أتيت لك يا أخي بحديثين يرويان لك صفة استسقاء المسلمين برسول الله ﷺ فعلمت منهما أن توسل المسلمين بالنبي ﵊ في الاستسقاء هو طلب المسلمين منه ﷺ أن يدعو لم الله أن يسقيهم الغيث ثم استجابة الرسول لذلك فدعا الله أن يغيثهم بالمطر فاستجاب الله دعاء نبيه ﷺ من فضله ومن وكرمه.
إذًا فعملية الاستسقاء مؤلفة من عنصرين طلب الدعاء والدعاء بعد أن اطلعت يا أخي على صفة توسل المؤمنين بنبيهم في الاستسقاء أشرع بالإجابة عن السؤال الأول وهو:
لماذا عدل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب عن التوسل بالنبي ﷺ إلى التوسل بغيره ...؟ الجواب:
إنك يا أخي علمت قبل قليل أن عملية الاستسقاء مؤلفة من عنصرين: صلب الدعاء والدعاء فلما توفي النبي ﷺ فقد عنصر الدعاء الذي بدونه لا تتم عميلة الاستسقاء بسبب وفاته فداه أبي وأمي فكان لا بد من اختيار شخص حي يدعو للمسلمين بدلًا من دعاء رسول الله ﷺ الذي التحق بالرفيق الأعلى.

1 / 263