Reaching the Truth of Intercession
التوصل إلى حقيقة التوسل
خپرندوی
دار لبنان للطباعة والنشر
د ایډیشن شمېره
الثالثة
د چاپ کال
١٣٩٩ هـ - ١٩٧٩ م
د خپرونکي ځای
بيروت
ژانرونه
التوصل إلى حقيقة التوسل
محمد نسيب الرفاعي
ناپیژندل شوی مخ
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة الطبعة الثالثة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول اله ومن والاه إلى ما شاء الله
فهذه بحمد الله ... هي الطبعة الثالثة، من كتابي: / التوسل إلى حقيقة التوسل / أزجي به مرة ثالثة إلى المكتبة الإسلامية وثكنة الفكر الإسلامي الحي ومعسكر الكلمة المسلمة المجاهد لتدفع به جنديًا جديدًا .. في جملة أفواج الكتب الإسلامية المناضلة المتلاحقة إلى حلبة الصراع مع الباطل إن الباطل كان زهوقًا.
ولئن كان الجندي البشري المسلم ... قد يسقط شهيدًا كريمًا في ميادين شرف الدفاع عن الإسلام ... فإن الجندي الكتاب المسلم ... سيظل مجاهدًا دائمًا في ميدان الصراع وسيبقى سيفًا ماضيًا من سيوف الإسلام ويظل صامدًا في خلوده لأنه أقوى من الموت بل وسيموت قبل أن ينال الكتاب المسلم من الموت مقصدًا بل وسينتقل الكتاب هذا الكائن الحي المسلم المناضل من حياة الجهاد في الدنيا ... إلى نقطة الثقل في ميزان صاحبه في الآخرة ... يسجل في الميزان العدل أرقامًا تعجز الجبال الشم عن تسجيل مثل وزنها وستظل كلمات وحروف الكتاب المسلم تتلألأ بالنور الصادع الساطع في الميزان حتى يشفع ويقول: يا رب لا أدخل الجنة حتى يدخل صاحبي قبلي إليها ... أجل لن يطول الموت الكتاب المسلم المجاهد ... لأنه يحمل فكرة الرسالة الخالدة التي لا تموت .. فهو حي بها ما دامت وهي محفوظ بحفظ الله لكتابه الجليل لأنها دفقة من دفقات نوره التي لا تخبو / إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون / ولئن كنت أقدم كتبي مع من يقدمون كتبهم جنودًا إلى المكتبة الإسلامية في الدنيا لتزجي بها سيوفًا في حلبة صراع الحق مع الباطل حتى تزهقه ... فأملنا جميعًا نحن حملة الحرف المسلم ... أن تكون هذه الحروف شفيعة لنا ... لا تدخل الجنة حتى تسوقنا إليها ونسمع النداء من العلاء .. يملأ القلوب والأفئدة: طبتم فادخلوها خالدين.
المؤلف
1 / 3
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة الطبعة الثانية
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه.
أما بعد:
فأحمد الله تعالى على قدره من رواج الطبعة الأولى من هذا الكتاب: / التوصل إلى حقيقة التوسل / داعيًا إليه وهو أكرم مسؤول أن يقدر النفع به وأن يكون ذا أثر جليل في العقول والأفكار ... وبخاصة في الذين كانوا يجيزون التوسل إلى الله تعالى بذوات المخلوقين. هذا التوسل الممنوع الذي من أجل منعه وتحريمه أرسل الله وبعث المرسلين ليبلغوا الناس أن تعالى: لا يقبل توسلًا إليه ولا قربى إلا بما شرع جل وعلا لا بما يسول الشيطان لهم ويبتدعه من التوسل الممنوع الذي لا يزداد فاعله من الله إلا بعدًا. ولعل هؤلاء ... يجدون في هذا الكتاب من الأدلة القاطعة والبراهين الساطعة المستندة إلى كتاب الله وسنة رسوله ﷺ ما يقنعهم بضرورة العودة إلى ما يرضيه تعالى من التوسل والقربى ... لأنه أو ضح حجة وأقوم محجة وهذه هي: / الطبعة الثانية / من هذا الكتاب أضعها بين أيدي حضرات القراء الأعزاء من إخواني المسلمين مصححة ومزيدة ومنقحة بعد أن نفدت نسخ الطبعة الأولى نفاذًا تامًا ... واشتد الطلب عليها فأعدنا طبعها لتظل المنفعة بها جارية والفائدة عميمة والأثر بالغًا وعميقًا ولعل الله يهدي بها القلوب ويسلكها صراطًا مستقيمًا ويجعلنا ممن عناهم الرسول ﷺ بقوله: [لأن يدي الله بك رجلًا واحدًا خير لك من حمر النعم] وقوله ﷺ[ومن سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة دون أن ينقص من أجورهم شيء] وبقوله: إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية وعلم ينتفع به وولد صالح يدعو له.] وصلى الله على وعلى آله وصحبه أجمعين وآخر دعونا أن الحمد لله رب العالمين.
المؤلف
1 / 4
بسم الله الرحمن الرحيم
كلمة فضيلة الشيخ إسماعيل الأنصاري
البحاثة في علم الحديث بالرئاسة العامة لادارات البحوث العلمية
والإفتاء والدعوة والإرشاد بالرياض
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد: فإن مما وقع فيه الاشتباه والإجمال من الألفاظ لفظ «التوسل» فإن هذا اللفظ يطلق شرعًا على التقرب إلى الله تعالى بما شرعه من الإيمان به وتوحيده وتصديق رسله وعلى بما عمله المتوسل من الأعمال الصالحة التي يحبها الله ويرضاها وعلى التوسل إليه بأسمائه الحسنى وصفاته العالي وعلى التوسل إلى الله بدعاء المتوسل به للمتوسل وشفاعته.
هذا ما يعنيه لفظ التوسل شرعًا.
وفي عرف من خفي عليهم ذلك من المتأخرين وهم الأكثرون! صار لفظ التوسل على غير ذلك كقول الداعي في دعائه: «اللهم إني أسألك أو
1 / 5
أتوسل إليك أو أتوجه إليك بفلان أو أسألك بجاه فلان أو بحرمته أو بحقه دون أن يكون لذلك الشخص المتوسل بدعائه له ولا بغير ذلك ... كما يطلق التوسل عند أولئك المتأخرين على الإقسام على الله بالرجل الصالح أو بمن يعتقد فيه الصلاح.
لهذا اعتنى بموضوع التوسل من عرفوا مدى خطورة الوضع فأوضحوا الحقيقة وفرقوا بين ما دل الكتاب والسنة عليه من التوسل وما تكلم به الصحابة وفعلوه وبين ما أحدثه المحدثون في هذا اللفظ ومعناه.
غير أن الموضوع كان متفرقًا في المراجع لم يفرده أحد بكتاب فيما أعلم ... قبل شيخ الإسلام تقي الدين أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية الحراني الذي صنف فيه كتابه المشهور «القاعدة الجليلة في التوسل والوسيلة» وبين فيه بكل دقة معنى التوسل المعهود عند الصحابة.
وبحث في تلك الألفاظ التي أحدثها أولئك المتأخرون في أدعيتهم وادعوا أنها من قبيل التوسل المشروع وأجاب عم تعلقوا به واعتبروه أدلة لهم.
ثم بعد شيخ الإسلام ابن تيمية لم أطلع على من اعتنى بجميع كل ما يتعلق بالموضوع في كتاب خاص كما اعتنى به في عصرنا هذا رئيس جمعية الدعوة السلفية إلى الصراط المستقيم بحلب الشيخ محمد نسيب الرفاعي فقد أفرده بكتاب سماه (التوصل إلى حقيقة التوسل) بسط فيه أدلة أنواع التوسل المشروع وبين وجه الاستدلال بكل دليل منها ثم تطرق للألفاظ المتقدمة التي اشتهر عند المتأخرين إطلاق لفظ «التوسل» عليها دون أي صلة للمتوسل به بموضوع المتوسل وأدى لكل لفظ ما يتطلبه من البحث معتمدًا على أقوال أئمة العلم كأبي حنيفة وغيره في تلك الألفاظ ثم تعرض لما استدل به أولئك المتأخرون من كتاب الله وأحاديث رسول الله ﷺ فأجاب عنه بأن الكتاب عنه بأن ما في الكتاب والأحاديث لا يدل على مقصودهم وأوضح ذلك غاية الإيضاح وناقش ما لم يصح من الأحاديث
1 / 6
التي تتعلق بها سندًا ومتنًا وسلك الأقسام على الله ببعض الصالحين والسؤال بذواتهم: مسلك شيخ الإسلام ابن تيمية بقوله في الأقسام على الله النبي ﷺ والسؤال بذاته: «هذا هو الذي لم تكن الصحابة يفعلونه في الاستسقاء ونحوه لا في حياة النبي ﷺ ولا بعد مماته لا عند قبره ولا غير قبره ولا يعرف هذا في شيء من الأدعية المشهورة بينهم وإنما ينقل شيء من ذلك في أحاديث ضعيفة أو موقوفة أو عمن ليس قوله بحجة» وقوله ﵀ في قول السائل: «أسألك بجاه فلانت أو بحقه فإن هذا مما نقل عن بعض المتأخرين فعله ولم يكن فيه سنة عن النبي ﷺ بل السنة تدل على النهي عنه كما نقل ذلك عن أبي حنيفة وأبي يوسف وغيرهما وصرح في موضع آخر بأن التوسل بذوات الصالحين ليس سببًا يقتضي إجابة الدعاء.
هذا ونسأل الله تعالى أن يثيب الشيخ محمد نسيب الرفاعي على ما بذله من جهود في سبيل إيضاح الحق في الموضوع وأن يحفظه ويرعاه.
الرياض ٢٧/ ١٠/١٣٩٥
إسماعيل الأنصاري
1 / 7
بسم الله الرحمن الرحيم
كلمة إدارة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
أحمد الله وأثني عليه واستغفره وأتوب إليه لا إله إلا هو ولا رب لنا سواه والصلاة والسلام على نبيه ورسوله محمد وعلى آله وصحبه.
وبعد: فلقد قرأت كتاب (التوصل إلى حقيقة التوسل) للشيخ محمد نسيب الرفاعي جزاه الله خيرًا فألفيته كتابًا بذوات المخلوقين وأوضح التحريم لها وأتى بما يقنع الخصم من أدلة المنع وأبطل أدلة الإثبات بأوفى بيان كما أتى بأدلة التوسل المشروع بأنواعه بما لم يسبق إليه فيما عرف ... فالكتاب يصلح مرجعًا كافيًا في باب التوسل بالذوات والأموات والتعلق عليهم دون الله لاعتقاد صلاحهم وفضلهم وقدرتهم على نفع من تعلق عليهم وتسمية ذلك توسلًا وتشفعًا كما عليه المشركون والقبوريون قديمًا وحديثًا.
ويستحق الكتاب أن يطبع منه كميات ... وينشر في البلاد البعيدة التي تمكنت فيها رواسب الشرك الصريح وصعب علاجها وإنقاذها رجاء أن يحصل له ثمرة يانعة في إنقاذ فئام من الأمم ... مغمورين بالجهل والتقليد الأعمى للآباء والأجداد ... وصلى الله على محمد وآله وصحبه.
جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
بالرياض
1 / 8
بسم الله الرحمن الرحيم
كلمة الدكتور إبراهيم جعفر سقا
المدرس بكلية الدعوة وأصول الدين
الحمد لله كل شيء ومليكه وخالقه لا نعبد إلا إياه ولا نتوسل إليه إلا بما يحبه ويرضاه والصلاة والسلام على محمد وصحبه ومن والاه، وبعد:
فهذا الكتاب - التوصل إلى حقيقة التوسل - للأخ المفضل والعالم السلفي العامل بعلمه والداعية الشهم الذي أوذي في الله فما وهن أو جبن .. وجمع له الناس فازداد إيمانًا وقال: حسبنا الله ونعم الوكيل أقول: هذا الكتاب كان استجابة للحاجة الماسة إلى رد المسلمين إلى إيمانهم الصحيح بهذا الدين الذي يحملون اسمه ويجهلون في الغالب كنهه وحقيقته.
فلقد أحس المؤلف حفظه الله في حسرة بالغة وألم شديد أن علة العلل في العالم الإسلامي هجر كتاب الله تعالى وسنة رسوله ﷺ والارتياح إلى البدع الضالة والعقائد الزائغة والأوضاع الفاسدة ... فقام رعاه الله بمطالبة الاعتماد على الكتاب والسنة حتى يعبد الله كما يجب ويرضى وحتى تغدو هذه الأمة المستسلمة لأهوائها المتخاذلة أمام أعداء دينها أمة فتية ملتهبة حماسة وغيرة وحنقًا على الشرك وأهله وعلى الجاهلية وعاداتها ونظمها وتقاليدها.
- هذا الكتاب - باعتماده على القرآن والسنة يحدث صراعًا بين الإيمان والنفاق واليقين والشك والحق والباطل وبعدها يقوم في ناحية بعون الله «فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى، وربطنا على قلوبهم إذا قاموا فقالوا ربنا رب السموات والأرض لن ندعو من دونه إلها لقد قلنا إذا شططًا»
ولعله مما يلفت النظر في هذا الكتاب أنه يثير في نفس قارئه المعاني الإيمانية بالأدلة الشرعية والحقائق الدينية والوقائع القرآنية والأمثلة المتضافرة بلا تمحل ولا اعتساف في مقدمة أو نتيجة ... إنه يبدأ برسم صورة سريعة للتوسل وأقسامه من حيث المشروع والممنوع وأنواع كل منها .. ثم يعرض الصورة الإيمانية
1 / 9
للتوسل المشروع بشكل يحس القارئ فيه بمدى الحاجة الملحة إلى الهدى الإلهي الذي انبثق ليخرج الناس من الظلمات إلى النور.
والخصيصة البارزة في هذا الكتاب دور أنه مع الحق حيثما دار وانتصاره للنواحي الشرعية وإهداره للجوانب الشخصية وهو لهذا لا يعد نموذجًا للبحث في التوسل فحسب .. بل نموذجًا كذلك في أبحاث الدين عامة. ولعل القارئ لم يكن ينتظر من رجل خدم الدعوة السلفية وأسسها في بلده أن يتحدث ويؤلف في التوسل وحده فلا ينسى الإلحاح على الجوانب الأخرى من العقيدة مع الاعتصام بحبل الله والثقة به مهما حزب الأمر وادلهم الخطب.
وأخيرًا: فإن السمة الظاهرة في هذا الكتاب كله هي معرفة كيف يكون الأمر لو أدرك المسلمون العقيدة الصحيحة بحيث خالط الإيمان بالله ورسوله شغاف قلوبهم واستعذبوا التضحية في سبيل الله وجعلوا الحياة في كل جوانبها لا تقوم إلا عليه؟.
على أن هذا الكتاب في غير حاجة حقًا لتقدمة مقدم، فقد تقبله القراء بقبول حسن وحفوه بحفاوة لم يظفر به كتاب ظهر من أمثاله في هذه الأيام .. وقد كان للإخلاص العميق وابتغاء وجه الله الأثر الكبير سر نجاح الكتاب وشهرته ولا أبالغ إن قلت: إن قراءة هذا الكتاب يكاد يكون واجبًا على كل مسلم يريد أن يعرف التوسل الذي يحبه الله ويرضاه.
وختامًا: أسأل الله تعالى أن يجعل لنصائح صاحب الفضيلة آذانًا صاغية وقلوبًا واعية وأن يجزيه عن الإسلام وأمته خير الجزاء ويجعله من أولياء دينه الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
«إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد»
د. إبراهيم جعفر سقا
المدرس بكلية الدعوة وأصول الدين
في الجامعة الإسلامية
1 / 10
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون (١»
(يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجلًا كثيرًا ونساءً واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبًا) (٢)
(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولًا سديدًا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزًا عظيمًا) (٣)
أما بعد: فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد ﷺ وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار (٤).
_________
(١) آل عمران: ١٠٢
(٢) النساء: ١، ٢
(٣) الأحزاب: ٧٠
(٤) أي صاحب الضلالة في النار.
1 / 13
أخي القارئ المسلم الكريم:
أضع بين يديك كتابًا .. جهدت فيه والتزمت أن لا أقول فيه إلا الحق المؤيد بالحجج القرآنية والبراهين السنية وسيرة ومنهج السلف الصالح ولا أراني محتاجًا لتعريف السلف الصالح ... فالكل يعلم أنهم: محمد ﷺ وصحابته الكرام والقرون الخيرة التي شهد لأهلها بالخير ومن سار على نهجهم وتقفى خطاهم الهادية إلى يوم القيامة.
وهذا الكتاب يبحث في موضوع جليل طالما تنازع فيه السلف والخلف واختلفوا فيه اختلافًا بينًا!!! ألا وهو موضوع التوسل وأعني بالتوسل التوسل إلى الله تعالى بما يحبه ويرضاه للفوز بمحبته ورضاه.
على أن الطريق المؤدية إلى منتهى هذه الرغبات .. وغاية هذه الأمنيات .. قد شذ فيها الخلف عن السلف .. ! واتبعوا طرائق .. أقل ما يقال فيها: أنها على غير السبيل القويم والصراط المستقيم الموصل إلى الهدف الأسمى من الرضا والفوز فلا بدع أن تزور بهم تلك الطرائق ... عن النهج السوي فتضلهم عن الوصول إلى الغاية المنشودة.
(وإن هذا صراطي مستقيمًا فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون) (٢).
بحثنا هذا ... بحث سلفي موضوعي بأسلوب علمي منهجي وعرض سهل جديد مفصل ومبوب يتسلسل بالقارئ تسلسلًا يعين على فهم الموضوع بشكل بسيط واضح وجذاب بمقارنة جلية بينة بين حجة السلف ورأي الخلف فيخرج القارئ من البحث مستطيعًا أن يعين بنفسه الطرف الذي اقتنع بحجته ويسير على الطريق الذي اختاره بعد تمحيص وتدقيق ومقارنة وتقرير ويسلك المحجة التي يدين الله بها أنها هي الحق الذي ما بعده إلا الضلال.
_________
(٢) الأنعام: ١٥٣.
1 / 14
لا أدعي قط ... أنه بحث جديد أو موضوع حديث ... بل هو قديم وسحيق في آفاق القدم ... فهو موجود منذ أن اصطرع الهدى والضلال على الأرض واختلف أهل كل فيها وقد يكون هبوط الرسالات ... وابتعاث النبوات ... سببًا موجبًا ليوضح فيه طرق الحق من طرق الضلال ويسلك البشرية صراطًا مستقيمًا فمن أخذ به من مشكاة النبوات ومصابيح الرسالات ... فقد تجنب الغي والضلال واتبع النور الذي لا يجتمع والظلام في قلب واحد. ومن سلك فيه السبل ... افترقت به عن سبيل الله التي لا يزيغ عنها إلا هالك.
وهكذا فإن بحثنا اليوم ... يسير في صراط المرسلين والنبيين أسلوبًا وهدفًا وغاية تحقق فيه على نهجهم ومسيرتهم ما دعوا إلى تحقيقه منذ آدم إلى محمد عليهم أفضل الصلوات وأتم التسليمات وأبرك التحيات.
إذا ... هو بحث في صميم الدعوة إلى الإسلام ... إن سلكت يا أخي فيه الحق والهدى كان القنطرة التي عليها تمر إلى جنات النعيم ... وإن سلكت فيه السبل ... أي غير طريق النبيين والمرسلين ... كان القائد والدافع إلى الهاوية التي هوى فيها من قبل ... من تنكب عن الطريق القويم وأزور عن الصراط المستقيم واختار على علم!!! خاتمة حذر منها ومن مغبتها المرسلون.
فاختر يا أخي المسلم ما ينجيك ... يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
منهجي في معالجة هذا الموضوع
اخترت لك يا أخي منهجًا في معالجة هذا الموضوع الهام ... بل البالغ الأهمية حرصت فيه أن يكون منهجًا واضح المعالم ووضعت لك على كل منعطف الصوى الظاهرة البينة والدلالات القائمة التي يراها كل ذي بصر وبصيرة وأشرت لك بأوضح الإشارات وأبين العلامات على كل مفترق سبيل الخير والحق والهدى من سبل الشر والباطل والضلال وما المعالم والصوى
والإشارات والدلالات والعلامات إلا: تنزيل رب العالمين وهدي خير الأنبياء
1 / 15
والمرسلين ومنهج خير صحب ومسلك خير قرون الأولين والآخرين. بحثت لك معنى التوسل لغة وشرعًا وقسمت التوسل إلى قسمين وهما:
١ - التوسل المشروع.
٢ - التوسل الممنوع وعرفت لك كلًا منهما.
وقسمت أيضًا التوسل المشروع إلى ثلاثة أقسام:
١ - توسل المؤمن إلى الله تعالى بذاته وأسمائه وصفاته.
٢ - توسل المؤمن إلى الله تعالى بأعماله الصالحة.
٣ - توسل المؤمن إلى الله تعالى بدعاء أخيه المؤمن له.
ثم عرفت كل قسم من هذه الأقسام الثلاثة وأثبت بالأدلة عليه من الآيات البينات ... ففسرتها وذكرت الشاهد منها ... وأكثرت الأمثلة والأدلة لتكون أوقع في النفس وأدعى إلى الاطمئنان واليقين.
وكذلك ذكرت في كل قسم الأدلة الواضحة من الأحاديث الصحيحة فشرحتها وذكرت كذلك الشاهد منها ومن إيرادها والموطن المقصود منها وكيف أن رسول الله ﷺ ذكرها معلمًا ومبلغًا وهاديًا وآمرا باتباع هديها وسلوك محجتها وذلك من أدعيته وتوسلاته إلى ربه أو من أدعية وتوسلات النبيين قبله أو من سيرة الأمم السالفة المؤمنة الذين سبقونا بالإيمان وكيف كانوا يتوسلون إلى ربهم ليكون سبيله هو، وسبيل النبيين قبله وسبيل الذين سبقونا بالإيمان قدوة لنا وأسوة ونبراسًا وهدى.
وإنه ﷺ لم يذكرها لأصحابه إلا ليعلموا بها ويقتدوا بهديها.
ثم ذكرت لك يا أخي: التوسل الممنوع وعرفته لك وذكرت حكم الشارع الحكيم فيه وفي من أخذ به وقسمته كذلك إلى أقسام ثلاثة:
١ - التوسل إلى الله تعالى بذات وشخص المتوسل به من المخلوقين.
٢ - التوسل إلى الله بجاه فلان أو حقه أو حرمته أو بركته!!!
٣ - الإقسام على الله تعالى بالمتوسل به
ورددت كل ذلك بالدلائل الواضحات والبراهين الساطعات والحجج الدامغات من الكتاب والسنة وسيرة السلف الصالح ﵃ وبأقوال الأئمة المجتهدين
1 / 16
والعلماء الأعلام العاملين.
ثم ذكرت أقوال المجيزين للتوسل الممنوع وما يدلون به من الحجج من القرآن والسنة (بزعمهم ...) وذكرت دعاواهم وشبههم التي تربو على الثلاثين فكشفت عنها ونقضها واحدة إثر واحدة متنًا وسندًا .. إما أنهم لم يحسنوا الاستدلال بها بأن جاءوا بها في غير مناسبتها ... وإما كونها من الأحاديث الموضوعة المكذوبة والباطلة وما لا أساس لها من الصحة!!! وأحسن ما أوردوا من حججهم الأحاديث الشديدة الضعف ... !!! التي لا يجوز إيرادها إلا في معرض عللها ليكون الناس على بينة منها فكيف إذا أوردت من أجل الاحتجاج بها ... !!!؟
وإنني لم أكن متجنيًا عليهم ولا رددت شبههم لمجرد الهوى ... أو لعصبية ... لا والله ... وإنني لأبرأ إلى الله تعالى من كل ذلك ... وإنني أقسم بالله لو أن حججهم التي أدلوا بها صحيحة كلها أو جلها ... حتى ولو واحدة منها ... إذا لا تبعتها وأنا منشرح الصدر ولكن يا ليت ... وهل تنفع ليت ...؟
ما ذنبي أنا!! إذا هم أوردوا من الأدلة ما لم يصح منها ولا دليل واحد ...؟ أهم يأتون بالموضوعات والمكذوبات وأنا الملوم والمسؤول لم رددتها .. !!!؟ أنا ما رددتها ... إنما الذي ردّها وشهد بوضعها وكذبها وبطلانها جهابذة أعلام علم الحديث وأكابر أهل الجرح والتعديل.
إنني أرى نفسي ... إنني أستحق الشكر منهم قبل غيرهم لأنني أنرت لهم الطريق ليروا الحق من الباطل والهدي من الضلال والرشاد بعد الغي ويتبعوا ما أمرهم الله أن يتبعوه ... فسلكتهم السبيل خطوةً خطوة وكلي أمل أن يعودوا إلى ما نصح لهم من الحق والحقيقة عساهم أن يكونوا من أتباع الحق ... فلعلهم كانوا مفتونين بتلك الشبهات والأباطيل ... فكشفتها لهم على حقيقتها فإذا هي الأحابيل المزأبقة التي كان يخيل إليهم أنهت تسعى .. حتى إذا جاءت عصا الحقيقة .. فابتلعت كل ما يأفكون .. فرحنا لأنهم سيسجدون
1 / 17
لله مؤمنين بما جاءت به الرسل .. كما آمن السحرة من قبل ... وسجدوا لله رب العالمين ونرجو الله أن يفعلوا لوجدوا الله توابًا رحيمًا بل ولبدل سيئاتهم حسنات.
والذي يحز في النفس أنك يا أخي تسمع منهم أنهم يؤيدون التوسل المشروع ويقولون بمشروعيته كما نقول تمامًا .. ولكن يا ليتهم عندما يدعون ويتوسلون إليه تعالى أن يتوسلوا إليه بالتوسلات المشروعة ولو مرة واحدة .. !! إنني تعمدت الإصغاء إليهم وهم يجأرون بالدعاء إلى الله لعلي أسمعهم ولو مرة واحدة يقولون: اللهم إننا نتوسل إليك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلى وبكل عمل صالح مقبول منا عندك أن تقضي حوائجنا ... فلا والله ما سمعت منهم هذا أو ما يشبه ... بل كلهم يتوسلون بأحرج الأوقات: بحق الأنبياء وجاه الأولياء وبركة الصالحين وينادونهم: بأن يدعوا الله لهم الكشف عنهم الهم والغم والحزن وهم يعلمون أن الذين ينادونهم: أموات غير أحياء وما يدرون أيان يبعثون.
ليت شعري ... كيف يؤمنون معنا في صيغ التوسل المشروع ... ويوافقوننا في ذلك ويقولون لا نختلف معكم في هذا ... ثم لا يستعملونه أبدًا ... مما يدل على أنهم غير صادقين في قولهم الذي قالوه: بأنهم يؤيدون التوسل المشروع!! ولو كانوا صادقين لتقربوا إلى الله ولم يرضوا عنه بديلًا ولأثبتوا من فعلهم دليلًا على صدقهم بما يقولون.
ولعل هذا الموقف منهم ... كان من جملة الأسباب التي دعتني إلى تأليف هذا الكتاب ... راجيا أن أبلغ وإياهم به ما يقربنا إلى مرضاته تعالى فتنكشف الأعصبة وتنتهك الستر التي كانت تغشى الأبصار والبصائر فيظهر الحق جليًا واضحًا ونهتف جميعًا بلسان واحد:
(قل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقًا)
ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم
وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه والتابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين ما شاء الله وسلم تسليمًا كثيرًا وآخر دعونا أن الحمد لله رب العالمين.
محمد نسيب الرفاعي
خادم الدعوة
1 / 18
بسم الله الرحمن الرحيم
معنى التوسل لغة وشرعًا
التوسل لغة:
قال الجوهري في صحاحه: «الوسيلة: ما يتقرب به إلى الغير. والجمع: الوسيل والوسائل والتوسل واحد وسل فلان إلى ربه وسيلة وتوسل إليه بوسيلة أي تقرب إليه بعمل».
وفي القاموس: «الوسيلة والواسلة: المنزلة عند الملك، والدرجة والقربة ووسل إلى الله توسيلًا: عمل عملًا تقرب به إلى الله كتوسل. والواسل: الواجب والراغب إلى الله تعالى».
وفي المصباح: «وسلت إلى العمل. أسل من باب وعد رغبت وتقربت ومنه اشتقاق الوسيلة. وهي ما يتقرب به إلى الشيء. والجمع: الوسائل. والوسيل: قيل جمع وسيلة، وقيل لغة فيها، وتوسل إلى ربه بوسيلة: تقرب إليه بعمل». وكل ما تقدم في معنى الوسيلة، قال سائر علماء اللغة وهذا ما اتفق عليه الجميع.
1 / 19
التوسل شرعًا:
هو التقرب إلى الله تعالى بطاعته وعبادته واتباع أنبيائه ورسله وبكل عمل يحبه الله ويرضاه. قال ابن عباس ﵄: إن الوسيلة هي القربة وقال قتادة في تفسير القربة أي تقربوا إلى طاعة بطاعته والعمل بما يرضيه.
وهكذا ... فإن كل ما أمر به الشرع من الواجبات والمستحبات فهو توسل شرعي ووسيلة شرعية.
قال الله تعالى في سورة المائدة الآية / ٣٥ /:
(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة وجاهدا في سبيله لعلكم تفلحون)
وقال جل وعلا في سورة الإسراء:
(قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلًا / ٥٦/ أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه إن عذاب ربك كان محذورًا) /٥٧/
يتضح مما تقدم أن التوسل لغة وشرعًا ... لا يخرج عن معنى التقرب أو ما يؤول من القربى إلى الله تعالى بما يرضاه من الأعمال الصالحة.
وإنك لترى يا أخي المسلم أن آية المائدة ... يحض الله فيها عباده على أن يبتغوا إليه الوسيلة أي التقرب إليه بالإيمان والتقوى والجهاد في سبيله ولهم الفلاح أي الجنة والجنة ولا شك أقصى غايات الفلاح والنجاح.
وإنك لترى أيضًا في سورة الإسراء الآيتين ٥٦ و٥٧ أن الله تعالى يلفت أنظار المؤمنين إلى أن عمل المشركين بالتزلف إلى الله بأشخاص المخلوقين لا يفيدهم شيئًا لأنهم لا يملكون كشف الضر عنهم ولا تحويله فدعاؤهم بالذوات أو التوسل بهم ... لا يقدم ولا يؤخر ولا يوصلهم إلى مبتغاهم لأنهم أخطأوا الطريق إلى الله.
إن هاتين الآيتين في سورة الإسراء: نزلتا في نفر من العرب كانوا يعبدون نفرًا من الجن فأسلم الجنيون ... أما الإنس الذين كانوا يعبدونهم فلم يشعرو
1 / 20
ابإسلامهم ... فأخبرهم الله بوحيه المنزل على عبده ورسوله محمد ﷺ:
(قل ادعوا الذين زعمتم من دونه لا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجعون رحمته ويخافون عذابه إن عذاب ربك كان محذورًا)
فإن هؤلاء الذين يزعم المشركون أنهم يقربونهم إلى الله زلفى هم أنفسهم يخبر الله عنهم أنهم يتسابقون ويتنافسون فيما بينهم بالتقرب إلى الله تعالى بالطاعات والأعمال الصالحة ويرجون رحمته ويخشون عذابه أن ينالهم ويشفقون منه فكيف يا أيها المشركون تدعونهم لكشف الضر عنكم وتوسطونهم ..؟ فما الذي تؤملون منهم وهم على أشد ما يكونون حاجة إلى الله تعالى. فالذي لا يملك شيئًا .. لا يعطي شيئًا. وما مثلكم في هذا العمل الذي تصنعون .. إلا كمثل مريض ذهب إلى الطبيب لكي يتطبب عنده فرأى طبيبه مريضًا يتطبب عند كبير الأطباء مثلا أو عند أي طبيب آخر .. أفلا يدفعه واقع طبيبه لأن يتطبب عند من وجد طبيبه عنده.؟! فلو أن في طبيبه نفعًا لنفع نفسه .. وما احتاج إلى طبيب سواه.
إذا قال هؤلاء الذين تدعونهم يرجون رحمة الله ويخشون عذابه ويتسارعون في مرضاة الله تعالى ويتقربون إليه بأعمالهم الصالحة المرضية فلماذا لا تصنعون كما صنعوا لتبلغوا عند الله الذي بلغوا .. لأن التوسل بالعبد الصالح من غير متابعة له في الأعمال الصالحة لا يجوز أن يكون وسيلة.
ثم فكروا قليلًا وانظروا .. هل هؤلاء الذين توسطونهم .. !! يوسطون أحدًا إلى الله في توسلاتهم؟ أم جعلوا أعمالهم الصالحة وسيلة إليه تعالى ..؟ لا شك أن الجواب: بل جعلوا أعمالهم الصالحة وسيلة وقربة يتقربون بها إلى الله تعالى. فما بالكم لا تقتدون بهم ..؟ ولم لا تفعلون ما يفعلون. . ما دمتم بهم وبصلاحهم تثقون ..؟ أمن جهة تثقون بهم وبصلاحهم ومنزلتهم عند الله .. ومن جهة أخرى تخالفون هديهم ومنهجهم ..؟! هذا أمر يوحي بأنكم غير صادقين في محبتكم لهم ولستم واثقين من صلاحهم ولو كنتم صادقين بذلك لجعلتموهم قدوتكم
1 / 21
الصالحة وأسوتكم الحسنة واتخذتم سبيلهم إلى الله سبيلًا لكم منهجهم منهجًا لكم.
هذا ما قررته الآيات السابقة في هذا الموضوع ... ومن أحسن من الله قيلا؟
أقسام التوسل
التوسل إطلاقًا يدخل معناه: كل توسل شرعيًا كان أو بدعيًا. فلأجل التفريق بينهما يجب أن نعلم أقسام التوسل حتى يكون لدينا ميزان نزن به الأشياء فنعرف غثها سمينها فإذا عرفنا ما هو التوسل الشرعي وما هو التوسل الغير شرعي وذلك بمعرفة الأدلة عندها نستطيع أن نأخذ لأنفسنا ما يحلو ونكون بعدها مسؤولين عما أخذنا .. إن الله كان خيرًا فخير أو شرًا فشر (فمن يعمل مثقال ذرة خير يره ومن يعمل مثقال ذرة شرًا يره) (١)
ينقسم التوسل من حيث هو إلى قسمين:
١ -: توسل مشروع.
٢ -: توسل ممنوع.
الكلام على التوسل المشروع
تعريفه -: التوسل المشروع هو كل ندبنا الله تعالى إليه في كتابه وحثنا عليه ووضحه لنا رسوله الأمين ﷺ أي ما كان موافقًا لما شرع الله من التقرب إليه بالطاعات والأعمال الصالحة التي يحبها الله ويرضاها ولا يحب ولا يرضى إلا الذي أمر به:
١ -: توسل المؤمن إلى الله تعالى: بذاته العلية، وبأسمائه الحسنى، وبصفاته العلى.
٢ -: توسل المؤمن إلى الله تعالى بأعماله الصالحة.
٣ -: توسل المؤمن إلى الله تعالى بدعاء أخيه المؤمن له.
_________
(١) الزلزلة: ٧، ٨.
1 / 22
١ - التوسل إلى الله تعالى بذاته العلية .. وأسمائه الحسنى .. وصفاته العلى
1 / 23