Reaching the Truth of Intercession
التوصل إلى حقيقة التوسل
خپرندوی
دار لبنان للطباعة والنشر
د ایډیشن شمېره
الثالثة
د چاپ کال
١٣٩٩ هـ - ١٩٧٩ م
د خپرونکي ځای
بيروت
ژانرونه
تُرى هل شعروا بهمز الشيطان ونفخه ونفثه يسري في كيانهم كما يسري السم في الجسد ...؟ وهل سيظلون هكذا طائعين منقادين كالأنعام إلى جهنم وبئس المصير ... أسيظلون هكذا ... أم يفلتون من حبال عدوهم ويهربون إلى ربهم تائبين منيبين إليه، يذرفون دموع الندم ويرجون من الله رحمة ومغفرة ... والله إن فعلوا ... لوجدوا الله توابًا رحيمًا فبادروا يا رعاكم الله إلى كنف التواب الرحيم تلقوا عفوه وكرمه ورضوانه رغم ما أسلفتم من الذنوب والآثام (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعًا إنه هو الغفور الرحيم) /٥٣/الزمر. وإن الكريم سبحانه لا يغفر ذنوبكم فحسب بل يبدلها حسنات وهذا جزاء التائبين المستغفرين المؤمنين العاملين اسمعوا قوله تعالى: (إلا من تاب وآمن وعمل صالحًا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورًا رحيمًا) /٧٠/الفرقان. وقد ألحى العلماء باللائمة على من يقسم بالمخلوق وأقاموا النكير عليه وحذروا منه أشد التحذير لما فيه من المساس بالألوهية والعياذ بالله تعالى.
قال شارح العقيدة الطحاوية: (وإن الإقسام على الله بحق فلان فذلك محذور لأن الإقسام بالمخلوق لا يجوز فكيف على الخالق؟! وقد قال ﷺ: [من حلف بغير الله فقد أشرك] ولهذا قال أبو حنيفة وصاحباه ﵃: يكره أن يقول الداعي: أسألك بحق فلان أو بحق أنبيائك ورسلك وبحق البيت الحرام والمشعر الحرام ونحو ذلك حق كره أبو حنيفة ومحمد ﵄ أن يقول الرجل: اللهم إني أسألك بمعقد العز من عرشك ولم يكرهه أبو يوسف ﵀ لما بلغه الأثر (١) كما أن القول: بجاه فلان عندك أو نتوسل إليك بأنبيائك ورسلك وأوليائك ومراده أن فلانًا عندك ذو وجاهة وشرف ومنزلة فأجب دعاءنا. وهذا أيضًا محذور فإنه لو كان هذا هو التوسل الذي كان الصحابة يفعلونه في حياة النبي ﷺ لفعلوه بعد موته. وإنما كانوا يتوسلون في حياته بدعائه يطلبون
(١) قال الزيلعي في نصب الراية ٤/ ٢٧٣: هو حديث مرفوع موضوع.
1 / 192