123

Reaching the Truth of Intercession

التوصل إلى حقيقة التوسل

خپرندوی

دار لبنان للطباعة والنشر

د ایډیشن شمېره

الثالثة

د چاپ کال

١٣٩٩ هـ - ١٩٧٩ م

د خپرونکي ځای

بيروت

ژانرونه

ما ترى من أجرك من الإبل والبقر والغنم والرقيق!!! فقال: يا عبد الله لا تستهزئ بي؟!! فقلت إني لا أستهزئ بك. فأخذه كله ... فساقه فلم يترك منه شيئًا اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه. فانفرجت الصخرة ... فخرجوا يمشون»]. رواه البخاري ومسلم والنسائي. هذا حديث نبوي شريف متفق على صحته يرويه ﷺ عن الأمم المؤمنة السابقة وإنك لتعلم يا أخي القارئ المسلم أن من البدهي أن الإنسان لا يتكلم بكلام ... إلا ويكون له مناسبة وإن هذه المناسبة غالبًا ما تلجئ المتكلم إلى إيراد شاهد يؤيد ما ذهب من رأي ... أو يورد الشاهد أولًا ... ثم يقارن به واقعًا في مجتمعه يود معالجته فيكون إيراد الشاهد عونًا له على إدخال ما يبغيه من مفاهيم في أفكار الناس حتى يؤيدوه ويتبعوا ما جاءهم به من نصح. إذًا ... فإن إيراد الشاهد إنما هو وسيلة إيضاحية يؤيد به المتكلم فكرته التي يدعو الناس إليها ... وإن إيراد رسول الله ﷺ هذا الحديث يمكننا أن نستنتج منه أحد الغرضين الآنفي الذكر ... أي إما أنه كان يبحث مع صحابته قضية التوسل أو سألوه عنها أو أنه رغب أن يعالج هذه القضية أي قضية التوسل ... ليسلك بالمؤمنين المسلمين السبيل الصحيح طالمًا أن للمسلمين قرب عهد بالشرك فقد يكونون لقرب عهدهم هذا ... ما زلوا يتوسلون توسلًا جاهليًا غير مشروع فيخطئون من حيث لا يريدون ... كالحلف باللات مثلًا فقد كان المسلمون الحديثو عهد بشرك ... كانوا يحلفون بالات - سبق لسان - دونما أي تقصد ويعلم رسول الله ﷺ ذلك منهم ... فكان يقول: [من حلف باللات فليقل لا إله إلا الله] أي من حلف باللات ناسيًا غير متقصد فكفارة ذلك أن يعقبها حالًا بقوله: لا إله إلا الله لأن الحلف عبادة فمن حلف بالله فقد عبد الله تعالى ومن حلف بغيره فقد عبد هذا الذي حلف به ... فلزم أن يفرد الله بالعبادة وحده فيقول: لا إله إلا الله. أي لا معبود إلا الله بمعنى أنني وجهت بقولي: (واللات) عبادة لغير الله فلا يكفر ذلك ... إلا أن أتبرأ من جديد من عبادة غير

1 / 130