100-U
أغرقت في شهر واحد خمسين مركبا من مراكب العدو، منها باخرة كبيرة أقلت ركبا كثيرين فيهم عدد من النساء والأطفال، ما نجا منهم واحد. ومنها مركب شحن عجبت لشجاعة قبطانه فخلصته واثنين من بحريته وأنزلتهم غواصتي، وأقمت وإياهم يوما وليلة تحت الأمواج وفوقها إلى أن أوصلتهم إلى الشاطئ سالمين فأعطيتهم مئونة يوم من الخبز واللحم المقدد وقنينة من الخمر، فوضعها القبطان في الحقيبة التي كان قد خلصها وودعني قائلا: «يا هر شميت»، أنت ألماني شريف النفس، كريم الأخلاق، فعسى أن تجمعنا التقادير بعد هذه الحرب فنردد ذكرى هذه الأيام العصيبة وأكافئك على معروفك حق المكافئة.
ثم أخرج من حقيبته جمجمة فأهدانيها قائلا: هي أعز ما لدي الآن أرجوك أن تقبلها ذكرا مني، فقد كان صاحبها من أبناء وطنك ولم يكن شبيهك بغير الشجاعة، أسرني ذات يوم في وسط الأوقيانوس وجوعني ورجالي ومثل بأحدهم ترويعا ولكن على الباغي يا «هرشميت» تدور الدوائر، المثل بالمثل في هذه الأيام السوداء، سن بسن، وجمجمة بجمجمة، فإليك أهديها، أعيدها إلى ألماني كريم الأخلاق، وهذه الجريدة طالعها فإنك على ما ظهر لي ممن يعرفون الحقيقة ويحبونها، في جانب الله كانت أو في جانب الشيطان.
نعم «جوهان شميت» يحب الحقيقة ويعرفها إن كانت لابسة خوذة ألمانية أو قبعة إنجليزية، فقد طالع هذه الجريدة الصغيرة وخطت يده هذه الأسطر على هامشها قبل أن قبضت على المسدس الذي خلصه من جهنم هذه الحرب. ولا يظن أحد أني هربت من واجبي أو أني جبان، أنا قبطان «الغواصة»
100-U
خمسين مركبا من مراكب العدو أغرقتها في شهر واحد، فما بقي إلا مركبي أغرقه ودماغي أبعثره، وأنا في عملي الآن أخدم ألمانيا العتيدة، بل أخدم الإنسانية التي ستقيم في الأمم سيادة علوية جديدة.
قبطان الغواصة
جوهان شميت
هذه قصة الجريدة التي لقيناها على شاطئ البحر المتوسط في إسبانيا، وفيها قصة القبطان الألماني الشجاع، الكريم الأخلاق، أما المقالة الرئيسية فيها فهذا عنوانها كاملا: «على الأرض السلام» «ورصاصة مسك الختام» «لام.»
ومغزى المقالة هو أن كاتبها الذي يتمنى أن تنتهي هذه الحرب بل يصيح بالأمم المتطاحنة صيحة إنسان عاقل مجرد من الغايات السياسية والجنسية والشخصية يطلب من الدول باسم الإنسانية المصلوبة والشعوب المنكوبة أن تقرر أمر الحرب بالتصويت العام لا في الاجتماعات السرية في النظارات الحربية والخارجية . فلو سئل كل امرئ في الأمم المتحاربة اليوم ما إذا كان يريد أن تستمر الحرب أو تنتهي بمهادنة يتبعها صلح عام لأجاب قائلا: لتنته الحرب، ليستتب السلام، وكاتب المقالة وزير من الوزراء أدار شئون الحرب في نظارته سنتين ثم اعتزل السياسة.
ناپیژندل شوی مخ