266

رَی په ابي العلاء: هغه سړی چې خپله ځان موند

رأي في أبي العلاء: الرجل الذي وجد نفسه

ژانرونه

خذلتك عن نيل المراد خواذل

2: 159

ويقول ناثرا:

19 «أحب الدنيا وآلتها ليست في، وقد يئست من بلوغها واليأس مريح فإلام التشوف إلى الضلال؟» فهل صدق أحد الناس حديث نفسه في حب الدنيا والتشوف إلى ضلالها كما صدق أبو العلاء الصريح؟ أحسبه بهذا الصدق نفسه قد صدقهم الحديث عن حظه من الغريزة حتى ما كانوا في حاجة بعدها إلى أن يرجموا بالغيب، ويذهبوا مع الفروض، ويتركوا مع ذلك كله حديث الرجل عن واقعه وتقديره الصحيح لصلة الجسم بالنفس، «وأن استقامة العالم لا تكون ولذة الدنيا منقطعة»، كما يقول هو:

أما إني من هذا الطريق النفسي الواقعي أطمئن إلى أن صاحبنا قد منعه من الزواج مانع مادي، وأنه أحصر عن الزواج إحصار المحرم بالحج عن أداء الشعائر، ولكني لا ألقى غيري بهذا، إلا على أنه فرض في فهم هذه القطع من الشعر، وهاتيك الإشارات البعيدة والقريبة من النثر، فرض أضعه بين يدي الدارسين، ولهم رأيهم في قبوله أو رفضه، رغم اطمئناني أنا إليه كما اطمأننت إلى رد صنيع أبي العلاء كله في الحياة إلى أسباب واقعية قضت بها حاله الجسمية، ونفس مقيدة بهذا الجسم، وهي فيه أسيرة وبه لا بغيره تصول.

على أني حين أترك للدارسين رفض هذا الفرض أو قبوله، يدفعني حظي من الاطمئنان له إلى أن أدعو الدارسين من النفسيين إلى تكملة إيضاح هذه الحال النفسية، وتبين سائر آثارها بعدما بدا فيها من أثر الآفة الظاهرة، ثم آفة الغريزة الخفية على البصراء، فإن هذه الأحوال من شخصية الرجل لتفتح آفاقا فسيحة من البحث النفسي، وتلقي على فنه أضواء لا بد منها لفهمه. بعدما رأينا منه المثل القوي الواضح لضرورة فهم الأدب ذلك الفهم النفسي.

وأخيرا في سبيل تحديد القول وضبط الفكرة، أجمل خطوات هذا الرأي فأبين في إيجاز أني:

قلت آنفا (1)

إن أبا العلاء قد استمر الحديث عنه يتجدد، وهو كقوله: خليق بأن يكرر ليفهم، فحاولت فهمه، على أن يكون عملي في ذلك مثلا من الفهم النفسي للأديب وأدبه، وتبعت في ذلك ما اشتهر على الأعصر، من نعته بالفلسفة، فالتمست رأيه في أصول التفلسف، ومسألة المعرفة، ثم في آراء الفيلسوف الثابتة التي أقام عليها مذهبه، فكانت النتيجة: (2)

أن أبا العلاء لم يترك في مسألة المعرفة، ومنهج التفكير شيئا لم يقله، كما لم يقف في ذلك عند رأي بعينه، بل ذكر من ذلك كل متقابل ومتخالف، فتركت مسألة المعرفة إلى آرائه ألتمس ما ثبت منها، واخترت ما يسمى بالفلسفة الإنسانية لبعدها عن الغموض والاضطراب، ولأنها ناحية تأثير الفلسفة على سلوك الفيلسوف، ولأن مفلسفيه يذكرون اهتمامه بشئون الحياة الإنسانية، فتبين من النظر في ذلك: (3)

ناپیژندل شوی مخ