وذكر فى تاريخ النصارى والإفرنج أن هودا بن شالح وعمره ثلاثمائة وأربعون عاما، وجاء فى تاريخ اليهود أنه عندما بلغ عابر الرابعة والثلاثين ولد فالغ، ومدة عمره أربعمائة وأربعة وستون عاما.
وجاء فى ديوان النسب، أنه كان لهود بن شالح ولدان هما: قحطان وفالغ، فعمر قحطان بلاد اليمن، وكان له ولد يسمى يعرب، وهو أول شخص تحدث باللغة العربية، ونزل فى اليمن ويسمونه أبا اليمن، وكان ليعرب ابن يسمى يشجب ولد ابنا يسمى سبأ ونشأ العرب من سبأ لأنه أول شخص سبى من العرب، ولذلك سموه سبأ، وكان له ثلاثة أولاد كهلان ومر وحمير، وكانوا يقولون لحمير عز لحج أيضا، وحاطب بن سعد رهطه ذو الكلاع وبنو حيوان رهط شعبى وهوزن من أبنائه، وحكم العرب من نسله خمسة وعشرين ملكا على النحو التالى: أولهم الحارث وهو الحارث بن شداد بن ملطاط بن عمرو بن قيس بن معاوية بن حشم بن عبد شمس بن موايل بن غوث بن قطن بن عريب بن زهير بن أيمن بن هميسع بن حمير، وهذا الحارث تبع للأول ولقبه الرايش، وتفسير رايش بالفارسية العطاء وكان كريما، وكان لقمان الحكيم فى زمانه، ويقولون: إنه كان للقمان من العمر ألفان وأربعمائة وخمسون عاما.
وكان للحارث ابن يسمى أبرهة، وصار من بعده ملكا، ولقبوه بذى المنار؛ لأنه مضى لحرب المغرب، وشيد المنائر فى الطريق حتى لا يضل فى العودة، وهو الذى مهد الطريق من المغرب إلى اليمن، وكان له ولد يسمى أفريقيس وصار من بعده ملكا وعمر أفريقيا حتى حدود المغرب، وكان له ولد يسمى العيد وخلفه فى الملك ولقب بذى الأذعار، والذعر فى الفارسية (ترس) أى الخوف، وهو الذى جاء بالنسناس إلى بلاد اليمن، وكان الناس يخشونه ولذلك السبب لقبوه بهذا الاسم، ثم وصل الملك من بعده إلى هدهاد، ومن بعده إلى بلقيس زوجة سليمان النبى (عليه السلام)، وكانت بلقيس بنت هدهاد بن شرحبيل بن أبرهة بن الحارث، ولما أقامت بلقيس ملك اليمن واتصلت بسليمان أصبح الملك لعمها باشر ينعم الذى كان كريما، وبعده وصل الملك إلى أبى كرت شمر بن عبيد بن أفريقيس بن أبرهة بن الحارث، وكان يلقب بذى القرنين، وهو الذى أحضر جيش العرب إلى العراق.
مخ ۳۲