51

Rawdat al-Hukkam wa Zinat al-Ahkam

روضة الحكام وزينة الأحكام

پوهندوی

محمد بن أحمد بن حاسر السهلي

خپرندوی

رسالة دكتورة، جامعة أم القرى

د چاپ کال

۱۴۱۹ ه.ق

د خپرونکي ځای

مكة المكرمة

المبحث الثاني : سبب تأليف الكتاب

إن من أناخ ركاب تفكيره في حياة الناس، فإنه يرى الأنفس قد رضعت أموراً كثيرة، وأشربت القلوب بحبها، وصعب على الناس الخروج عليها، ومن تلك الأمور، ما ألفه القضاة في سير أعمالهم القضائية، في القرن الخامس، ومقتوا من تجاوزها، وكأنها من الأمور التكليفية المسلمة الثابتة بأدلة قطعية الثبوت، قطعية الدلالة من خالفها جُرِّم، وأثم، ولا مجال للاجتهاد والتفكير بالتغيير، حتى وإن كان إلى الأحسن والأفضل، وإنما على القضاة، الرضى، والتسليم بما فيها، فخرج القاضي شريح الروياني على تلك الطريقة، ورأى بأنها غير متناسبة مع الزمن، وأن الوهن قد اعتراها، وأصبحت واهنة قد عفى عليها الزمن، وأدركها البلى، ولابد من الإتيان ببديل، يرسم الطريق الأسلم، ويبين المنهج الأقوم فبرز في الميدان، وامتشق ريشة قلمه، وامتطى صهوة قريحته، وأطلق لها العنان، لبيان مايصبو إليه بالتصنيف، والتأليف حيث قال: "رأيت آداب القضاة، وطرق الأحكام، والحكومات، قد صارت مسلمة، ولم أر في الوثائق، والسجلات، لأبناء العصر طريقة مرضية، وكنت ابن بجدة عمل القضاء اجتهدت فيها لإمضاء، والإحكام ٠٠٠ فابتدأت بهذا الكتاب وسميته روضة الحكام وزينة الأحكام"(١). وهذا مادعاه للتأليف في هذا المجال.

(١) انظر: القسم الثاني/ ٨٠ - ٨١.

49