209

د ملک الظاهر په سيرت کې الروض الزاهر

الروض الزاهر في سيرة الملك الظاهر

سیمې
مصر
سلطنتونه
مملوک

وفي ثامن الشهر خاسفت الفرنج المسلمين في النقوب فوقع خسفهم فوق خسف الأمير سيف الدين قلاون الألفي، فقاتلوهم بالأيدي، وعمل بعد ذلك جسر على باب القلعة يتوصل منه إليها.

وفي حادي عشر شوال ركب السلطان، ووقف عند المجانيق، ثم ساق بمفرده، ونزل عن فرسه وأخذ ترسة، ودخل إلى النقوب، وشاهدها.

وفي ليلة رابع عشرة زحف المسلمون أشد زحفة ؛ وساق السلطان إلى قريب الباب فارتفعت أصوات المسلمين يسألونه أن لا يغرر بنفسه، فرأى النقوب، وعاد ؛ ولم تزل الحرب قائمة، والسلطان في وسط هذه الأمور ؛ وفي وقت القائلة رأي الناس قد تعبوا من القتال، وتفرق بعضهم، فأمر خواه بالسوق إلى الصواوين وإقامة الأمراء والجند منها بالدبابيس، وقال : « المسلمون على هذه الصورة وأنتم تستريحون ! فأقيموا جميعهم ؛ ورسم بإمساك الأمراء - وكانوا نیفة وأربعين أميرة - فقيدهم، وأحضرهم إلى الزر دخاناه ثم بعد ذلك وقعت الشفاعة فيهم، وأمرهم بملازمة مواضعهم. ووسعت النقوب، وشرطت الأسوار فجبن الفرنج، وحرقوا الستائر التي كانت على الباشورة ليحموها من التسلية، فما أفادهم ذلك. ولما شاهد السلطان ذلك أمر بضرب الطبلخاناه المستجدة - وهي خمسة وعشرون حملا، فقام [ كل أحد إلى جهته، فضرب المسلمون سكك الحيل في سفح الباشورة فما أصبح الصبح إلا والصناجق على أسوار الباشورة من كل جهة، واندفع الفرنج إلى القلعة، وسلموا الباشورة.

مخ ۲۵۹