د ملک الظاهر په سيرت کې الروض الزاهر
الروض الزاهر في سيرة الملك الظاهر
ولما وصلت العساكر إلى حمص ورد إليهم كتاب السلطان بالتوجه إلى طرابلس فركبوا على غرة من العدو، فجاسوا خلال الديار، وانصبوا في الأودية كالبحار، وأصبحوا على حصن الأكراد، وأغاروا إلى ساحل البحر من جهة طرابلس، ونزلوا على حصن يعرف ست من عمل حصن الأكراد فأقاموا عليه يوما واحدا، وأخذوه وأسروا به جماعة، وكان بقلعة حلبا جماعة، فهربوا وأخلوها، ودخل العسكر اليها، وكسبوا منها شيئا كثيرة من نحاس وصناديق وسكر وغيره، وهذه القلعة تشبه قلعة عجلون حصانة ؛ ولما هرب أهلها أدرك العسكر أواخر هم فقتلوهم، وأخذوا نساءهم. ولما شاهد أهل قلعة عرقا ما جرى في حلبا نجوا بأنفسهم. وهذه قلعة عرقا شبه قلعة حمص، وبها من الغلات شيء كثير منحصل بلدها في السنة من الهلالي ( خمسة عشر ألف دينار )، والأقصاب (عشرون ألف دينار )، والمزروعات شيء كثير. وما زالت العساكر حي أخربت القلعتين المذكورتين .. ونزلوا على حصن يعرف بالقليعات، وهو حصن عظیم وتستموه في رابع شهر رمضان بالأمان، وهدمت أيضا.
وفي عود العساكر نزل الأمير سيف الدين قلاون الألفي قريب القليعات وسير في الليل بعض المقدمين ليترقب من يخرج من الفرنج، فوجد خمسين نفر متوجهين من صافيتا إلى حصن الأكراد أقجية وجر خية، فأخذ الجميع وقتلوا وأحضرت رؤوسهم. وخرج جماعة من الداوية للغارة على الذين يحشون لخيل العساكر، وكان الأمير سيف الدين قلاون قد رتب مع الغلمان جماعة من العسكر، فلما خرج الديوية على الغلمان خرج عليهم العسكر، وقتل بعضهم، وأسر البعض. وسير صاحب صافيتا جاسوسة فأمسك وشنق. ووصلت بطاقة الأمراء المذكورين بأنهم وجدوا خيلا ورجالا متوجهين من صافيتا نجدة إلى حصن الأكراد، وأنهم قتلوا منهم مقدار خمسين نفرة ؛ ویذکرون وصول ألفي فارس من العربان، وأنهم جاهدوا أتم جهاد، وجرح الأمير شرف الدين عیسی بن مهنا جرجين ب ورسم السلطان أنه من عدم له رأس من الخيل يعوض عنه رأسين من البقر، ورسم بتجرید جماعة بحمص، وحضور العساكر إلى خدمته ..
مخ ۲۵۲