185

د ملک الظاهر په سيرت کې الروض الزاهر

الروض الزاهر في سيرة الملك الظاهر

ژانرونه

تاريخ

قال مؤلف السيرة القاضي محيي الدين: وهذه قيسارية من المدائن قديما، فتحت في صدر الإسلام، وذلك في سنة تسع عشرة من الهجرة النبوية وسبب فتوحها أن الكفار والمنتزحين بين يدي المسلمين التجأوا إليها، وتحصنوا فلما فرغ المسلمون من غزاة أجنادين، ومن فتوح دمشق، ومن وقعة فيحل، ومن وقعة اليرموك التي بدد الله فيها جميع الروم، كتب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، إلى يزيد بن أبي سفيان : « أما بعد : فقد وليتك أجناد الشام كله، وكتبت إليهم أن يسمعوا ويطيعوا، ولا يخالفوا لك أمرا، فاخرج فعسكر بالمسلمين، ثم سر بهم إلى قيسارية فانزل عليها، ثم لا تفارقها حتى يفتحها الله عليك، فإنه لا ينبغي افتتاح ما افتتحتم من أرض الشام مع مقام أهل قيسارية فيها، وهم عدوكم، وإلى جانبكم ؛ وإنه لا يزال قیصر طامعة في الشام ما بقي فيها أحد من أهل طاعته، ولو قد فتحتموها، قطع الله رجاه من جميع الشام، والله عز وجل فاعل ذلك، وصانع للمسلمين إن شاء الله تعالى ». فسار إليها يزيد وقاتلها قتالا شديدا فلم ينالوا منهم شيئا فقام عبادة بن الصامت ثم قال، في جملة ما وعظهم به : « إني خائف عليكم أن تكونوا قد غللتم» - يعني سرقتم المكاسب ولم تقسموها - فإن عمر - رضي الله عنه قال للمسلمين في نوبة اليرموك : « سبحان الله أو قد واقفوهم - يعني المشركين - ما أظن المسلمين إلا قد غلوا». وقال : «لو لم يغلوا ما واقفوهم، ولظفروا بهم بغير مؤونة » – أي بغير تعب. فصدقهم المسلمون القتال ؛ فلما كان بعض الأيام خرج أهل قيسارية والمسلمون غافلون، فأجمعوا عليهم من كل جهة، ونصر الله عليهم، فقتل في المعركة خمسة آلاف رجل ؛ ولما شاهد يزيد تلاف حالهم، استخلف عليها معاوية، ورحل عنها، ففتحها الله على يديه في التاريخ المذكور ولم يبقى في الشام حينئذ عدو للمسلمين في أقصاه ولا أدناه ب وصار الشام كله للمسلمين.

وفي هذه الأيام ورد خبر من جهة يافا بأن الأمير علم الدين سنجر الصير في عمل حيلة على طشتداره وسيره إلى يافا ليقضي له شغلا، وكان قد اتفق مع قسطلان يافا على إمساكه فأمسك، واعتقل في الحب، فأنكر السلطان ذلك فأحضر من يافا كتاب استاذه إليهم بحبسه، فجمع السلطان الأمراء، وفي جملتهم الأمير علم الدين الصيرفي، وأنكر عليه هذا الأمر غاية الإنكار، وخلص المذكور من الأسر، قال الله تعالى : وما تكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال، والنساء والولدان. قالت العلماء : « إنقاذ أسراء المسلمين من أيدي الكفار من أفضل القربات والمثوبات ». وقد قال بعض العلماء : « إذا أسروا مسلمة واحدة وجب على الإسلام أن يواظبوا على قتالهم حتى يخلصوه أو يبيدوا الكفار ».

مخ ۲۳۳