... ... ... صلى الله عليه وعلى آله وصحبه،
وبعد : فإنه لما كانت السيرة طراز الدول، ومرآة يرى الناظر فيها أحوال الملوك الأول، وشهادة على ما يحسن كل منهم أو يسيء فيه من قول وعمل ؛ وبها يعلم الناس كيف تصمت الأيام وتصرفت، وبماذا جرت وتوقفت، وعلى ماذا أقبلت عليه من خير وشر وتقفت ؛ فلم تخل دولة من الدول من مؤرخ يسطر أخبارها، ويودع الصحف آثارها ؛ وكانت الدولة الشريفة، السلطانية، الملكية، الظاهرية، الركنية - لا زالت في جبهة الدول غرة واضحة، وفي عقد الممالك درة لائحة ! - قد فضلها الله على غيرها، وهيأ فيها من أسباب السعادة ما استدل كل أحد به على خيرها ؛ وقد جمع الله فيها من النصرة والمعدلة والفتوحات ما لا جمعه الدولة مثلها، [ وسخر ] لها من السعادة، وبلوغ الإرادة ما لا سخر لدولة
مخ ۴۵