188

============================================================

حتى فاجأتهم الآجال وخذلتهم الآمال وسلبهم بهاء النعمة وستنشر هذه العظام فتعود أجساما ثم تجازى بأعمالها، فياما إلى دار النعيم والقرار، وإما إلى دار العذاب والبوار، ثم غاب الرجل فلم ندر أين ذهب وتلاحق أصحاب الملك به وقد تغير لونه وتواصلت عبراته فلما جن عليه الليل نزع ما كان عليه من لباس الملك ولبس طمرين وخرج تحت الليل فكان آخر العهد به رحمه الله وأتشدوا: أفنى الملوك التى كانت منعمة كر الليالي اقبالا وادبسارا يا راقد الليل مسرورا بأوله إن الحوادث قد يطرقن أسحارا لا تأمنن بليل طاب أوله فرب آخر ليل أجج النارا الحكاية الحاشرة بعد المائتين حكى أنه كان في الأمم الماضية ملك متمرد على ربه عز وجل فغزاه المسلمون وأخذوه أسيرا فقالوا بأى قتلة نقتله فأجمع رأيهم على أن يجعلوا له قمقما عظيما ويجعلوه فيه ويوقدوا تحته النار ولا يقتلوه حتى يذيقوه طعم العذاب ففعلوا ذلك به، فجعل يدعو آلهته واحدا بعد واحد يافلان بما كنت أعبدك أنقذنى مما أنا فيه فلما رأى الآلهة لاتغنى عنه شيئا رفع رأسه إلى السماء وقال لا إله إلا الله ودعا مخلصا فصب الله عليه مبعث ماء من السماء فأطفأ تلك النار وجاءت ريح فاحتملت ذلك القمقم وجعلت تدور به بين السماء والأرض وهو يقول لا إله إلا الله فقذفته إلى قوم لا يعبدون الله عز وجل وهو يقول لا إله إلا الله فاستخرجوه وقالوا ويحك مالك فقال أنا ملك بنى فلان كان من خبرى وأمرى كيت وكيت وقص عليهم القصة فآمنوا رحمة الله تعالى عليه وعليهم أجمعين الحكاية الحادية عشرة بعد الماتين حكى أن أحد ملوك الأمم السابقة بنى مدينة وتأنق فيها وتغالى فى حسنها وزينتها ثم صنع طعاما ودعا الناس وأجلس أناسا على أبوابها يسألون كل من خرج هل رأيتم عيبا فيقولوذ لا حتى جاء أناس فى آخر القوم عليهم اكسية فسألوهم هل رايم عيبا فقالوا عيبين اثنين فحبسوهم ودخلوا على الملك فأخبروه بما قالوا فقال ما كنت أرضى بعيب واحد اثتونى بهم فأدخلوهم عليه فسألهم عن العيبين ماهما فقالوا تخرب ويموت صاحبها قال أفتعلمون دارا لاتخرب ولا يموت صاحبها قالوا تعم فذكروا له الجنة ونعيمها وشوقوه إليها، وذكروا النار وعذابها وخوفسوه منها، ودعوه إلى عبادة الله عز وجل فاجابهم إلى ذلك وخرج من ملكه هاريا تائبا إلى الله سبحانه وتعالى رحمة الله عليه

مخ ۱۸۸