============================================================
الحكاية الثانية عشرة بعد المائتين روى أنه تحارب ملكان من ملوك اليمن فى قديم الزمان فغلب أحدهما صاحبه وقتله وشرد أصحابه وهيئت له السرر وزينت له دار الملك وتلقاه الناس ليدخل فيينما هو فى بعض السكك يقصد دار الملك إذ وقف له رجل ينسب إلى الجنون فأنشد: ع من الأيام إن كنت حارم فإنك فيها بين ناه وآمر فكم ملك قد ركم الترب فوقه وعهدى به بالأمس فوق المنابر إذا كنت فى الدنيا بصيرا فإنا بلاغك منها مثل زاد المسافر اذا أبقت الدنيا على المرء ديه فما فاته منها فليس بضائر فقال له صدقت وتزل عن فرسه وفارق أصحسابه ورقى الجبل وأقم على أصحابه ألا يتبعه أحد فكان آخر العهد به، وبقيت اليمن شاغرة أياما حتى اختير لها من عقد له رايه الملك عليها رحمه الله تعالى الكاية الثالثة عشرة بعد المائتين عن احدهم قال مررت ببعض القرى فإذا بثلاثة قبور على قدر واحد وهى على نشز من الأرض وعليها مكتوب أبيات من الشعر على الأول مكتوب : وكيف يلذ العيش من هو عالم بأن إله الخلق لابد سائله ويجزيه بالخير الذى هو فاعله فياخد منه ظلمه لباده (وعلى القير الثانى مكتوب) بأن المنايا بغتة ستعاجله وكيف يلذ العيش من كان موقنا وتسكنه القبر الذى هو أهله فتسلبه ملكا عظيما وبهه (وعلى القبر الثالث مكتوب) إلى جدث يبلى الشباب منازله وكيف يلذ العيش من كان صائرا ويدهب ماء الوجه بعد بهائه سريعا ويبلى جسمه ومفاصله فقلت لشيخ جلسست إليه لقد رأيت فى قريتكم عجبا فقال وما هو فقصصت عليه قصة القبور قال وحديثهم أعجب مما رأيته على قبورهم فقلت حدثنى، فقال كانوا ثلاثة أخوة أمير وتاجر وزاهد فحضرت الزاهد الوفاة فاجتمع إليه أخواه وعرضا عليه ما أحب من مالهما ليتصدق به فأبى أن يقبل، وقال لاحاجة لى فى مالكما ولكن أعهد إليكما عهدا فلا تخالفا عهدى قالا اعهد قال إذا مت فغسلانى وكفنانى وصليا على وادفنانى على نشز من الأرض واكتبا على قبرى هذين البيتين وكيف يلذ العيش من هو عالم بأن إله الخلق لابد سائلسه فيأخد منه ظلمه لعباده ويجزيه بالخير الدى هو فاعله
مخ ۱۸۹